أنت تعلم أن دالة القضية هي الصيغة المحتوية على رمز لمجهول، حتى إذا ما استبدلنا بهذا المجهول اسما لمعلوم تحولت الدالة إلى قضية، فقولنا: «س إنسان» دالة قضية، أما إذا وضعت اسم العقاد مكان «س» بحيث تحولت العبارة إلى «العقاد إنسان» أصبحت قضية، وجاز لنا مراجعتها على الواقع لمعرفة صدقها أو كذبها في تصوير ذلك الواقع.
لكن الرمز الذي يكون في دالة القضية، لا يجوز لنا أن نستبدل به أي معلوم كما نشاء، بل هنالك طائفة من الأشياء هي وحدها التي يجوز لنا أن ننتقي من بينها شيئا لنضع اسمه مكان الرمز «س» في دالة القضية، بحيث تتحول الدالة إلى قضية مفهومة ذات معنى، ومدى دائرة الأشياء التي يجوز أن ننتقي منها بديلا للرمز «س»، هو تلك الأشياء التي إذا وضع اسم أحدها، أصبحت القضية الناشئة إما صادقة أو كاذبة، أما الأشياء التي لا يجوز أن نضع واحدة منها مكان الرمز «س» فهي تلك التي إذا وضعنا اسم أحدها، أصبحت العبارة كلاما فارغا من المعنى.
وإذن فنحن إذ نريد استبدال معلوم بمجهول، أعني حين نريد أن نضع اسم شيء معين مكان الرمز «س» في دالة القضية؛ لتصبح قضية، فإننا نجد أنفسنا إزاء حالة من ثلاث حالات ممكنة: (1) فإما أن نستبدل بالمجهول معلوما يجعل القضية صادقة. (2) وإما أن نستبدل بالمجهول معلوما يجعل القضية كاذبة. (3) وإما أن نستبدل بالمجهول معلوما يجعل العبارة كلاما فارغا من المعنى.
في دالة القضية «س إنسان»، إذا وضعنا مكان «س» اسم العقاد، بحيث أصبحت العبارة «العقاد إنسان»، فإننا نحصل بذلك على قضية صادقة، وإذا وضعنا مكان «س» اسما لأحد أفراد الغوريلا، ولنفرض مثلا أننا أطلقنا اسم «شيتا» وعلى فرد معين من أفراد الغوريلا، فقلنا: «شيتا إنسان» كانت القضية الناشئة قضية كاذبة، أما إذا وضعنا مكان الرمز «س» اسما لشيء ليس بين طائفة الأفراد التي يصلح وصفها بكلمة إنسان - صدقا أو كذبا
37 - فقلنا مثلا «الفضيلة إنسان»، كانت العبارة كلاما بغير معنى.
ولكي نجتنب الوقوع في النوع الثالث من العبارات ، وهي العبارات الخالية من المعنى، حاول «رسل» أن يضع القواعد التي تضبط استخدام دالات القضايا، ومن هذه القواعد تتألف نظرية الأنماط المنطقية.
والنمط المنطقي هو مجموعة الأشياء التي لو أخذنا منها واحدا لنضع اسمه مكان رمز المجهول في دالة القضية، أصبح لدينا بذلك قضية ذات دلالة مفهومة، سواء كانت صادقة أو كاذبة، بعبارة أخرى: النمط المنطقي هو «المدى»
38
الذي تصلح كل «قيمه»
39
Unknown page