Mawārid al-ẓamʾān li-durūs al-zamān
موارد الظمآن لدروس الزمان
Edition Number
الثلاثون
Publication Year
١٤٢٤ هـ
Genres
وَيعُينهُ عَليهَا أيضًا مَعْرفتُهُ أَنَّ ربْحَ هذه التِّجَارَةِ سُكْنَى الفِرْدَوسِ والنَّظَر إلى وَجْهِ الرَّبِّ وَخَسَارتِها دَخولُ النَّار والْحِجَابِ عَنْ الرَّبِّ فَإِذَا تَيَقَنَ هَذَا هَانَ عَليْهِ الْحِسَابُ اليَومَ.
فَحَقُّ على الحازِم الْمُؤمِنِ بالله واليَومِ الآخِر أَنْ لا يَغْفُلَ عنْ مُحَاسَبَةِ نفسِهِ والتّضِييقِ عليهَا في حَركَاتهَا وَسَكناتِهَا وَخَطَواتِهَا فَكلُّ نَفسٍ مِنْ أنْفَاس العُمْرِ جَوهَرةٌ نَفِيسةٌ لا خَطَر لَهَا يُمكنُ أن يَشتَرِي بِهَا كنْزًا مِن الكنوز لا يَتَنَاهَى نَعيمُهُ أبدُ الآبادِ.
فإضاعةُ هذه الأنفاسُ أو مُشتَرى صَاحِبهَا بِها ما يَجلبُ هلاكَهُ خُسرانٌ عَظيمٌ لا يَسْمَحُ بِمْثِلِهِ إِلا أجْهلُ النَّاسِ وَأحْمَقهُم وأقلُّهم عَقْلًا وَإنَّما يَظْهَرُ لَهمْ حَقيقةَ هَذَا الْخُسرانِ يومَ التغابُن ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾، ﴿هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ﴾، ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا﴾، ﴿يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ﴾ .
عَلَيْكَ بِمَنْعِ نَفْسِكْ عَنْ هَوَاهَا ... فَمَا شَيْءٌ أَلَذَّ مِنَ الصَّلاحَ
تَأهَّبْ لِلْمَنِيَّةِ حَيْنَ تَغْدُو ... كَأَنَّكَ لا تَعِيشُ إلى الرَّوَاحَ
فَكَمْ مِنْ رَائحٍ فِينَا صَحِيحٍ ... نَعَتْهُ نُعَاتُهُ قَبْلَ الصَّباحَ
وَبَادِرْ بالإِنَابَة قَبْلَ مَوْتٍ ... عَلَى مَا فِيكَ مِنْ عِظَمِ الْجُنَاحَ
وَلَيْسَ أَخُو الرَّزَانَةِ مَنْ تَجَافَى ... وَلَكنْ مَنْ تَشَمَّرَ لِلْفَلاحَ
اللَّهُمَّ افْتَحْ لِدُعَائنا بَابَ الْقُبُولِ والإِجَابَةِ واغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَجَمِيعِ المُسْلِمينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَم الرَّاحِمِينَ، وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
(٣) (موعظة)
أيُّهَا الْمُسْلمونَ لَقد تَراكَمَتْ عَلَيْكُم الذَّنوبُ وأنتمْ في غَيِّكمْ ولهوَكِمْ
1 / 194