Mawahib al-Jalil min Adillat Khalil
مواهب الجليل من أدلة خليل
Publisher
إِدارة إِحياء التراث الإِسلامي
Edition Number
الأولى
Publication Year
(١٤٠٣ - ١٤٠٧ هـ)
Publisher Location
قطر
Genres
وَإنْ جُمِعَ مِنْ نَدىً (١) أوْ ذَابَ بعد جُمُودِهِ (٢). "أَوْ كَانَ سُؤْرَ بَهِيمَةٍ (٣) أوْ حَائضٍ (٤) أوْ جُنُبٍ أوْ فَضْلَةَ (٥) طهارتهما أوْ كَثيرًا خُولِطَ بِنَجَسٍ (٦) لم يُغَيِّرْ أوْ شُكَّ فِي مُغيِّرهِ
(١) الندى هو الماء الذي ينزل من السماء آخر الليل على ورق الشجر، وطهورية ماء السماء دليلها القرآن كما علمت آنفًا من آية الفرقان، علمًا بانه روى البيهقي من حديث عبد الله بن الزبير عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد رأيتني مع النبي ﷺ في ماءٍ من السماء وإني لأدلك ظهره وأغسله.
(٢) وأما دليل طهورية الماء الذائب بعد جموده فحديث عائشة عند البخاري ومسلم والبيهقي واللفظ له قالت: كان رسول الله ﷺ يتعوذ يقول: "اللَّهُمَّ اغْسِلْ قَلْبِي بِالْمَاءِ والثَلْجِ وَالْبَرَدِ".
(٣) دليله حديث جابر بن عبد الله ﵁ عند البغوي، أن النبي ﷺ سئل: أيتوضأ بما
أفضَلت الحمر؟. قال: "نَعَمْ، وَبِمَا أَفْضَلَتِ السِّبَاعُ كُلُّهَا". وهذا الحديث رواه الشافعي والدارقطني والبيهقي. وفي الموطإ من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عمر بن الخطاب خرج في ركب فيهم عمرو بن العاص، حتى وردوا حوضًا فقال عمرو بن العاص لصاحب الحوض: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع؟. فقال عمر بن الخطاب: يا صاحب الحوض لا تخبرنا فإنا نرد على السباع وترد علينا.
(٤) الدليل على طهارة سؤر الحائض ما أخرجه ابن خزيمة من حديث عائشة قالت: كان رسول الله يؤتى بالإناء فأبدأ فأشرب وأنا حائض، ثم يأخذ ﷺ الإناء فيضع فاه على موضع فيَّ. وآخذ العرق فأعضه، ثم يضع فاه على موضع فِيَّ. وهو حديث إسناده صحيح. وقال د. الأعظمي في تعليقه على ابن خزيمة: إن مسلمًا أخرجه من طريق وكيع، قال ابن خزيمة: لو كان سؤر الحائض نجسًا لما شرب ﷺ ماءً نجسًا غير مضطر إلى شربه.
(٥) أما دليل طهورية فضلة طهارة الجنب؛ فمن ذلك ما رواه ابن عباس ﵄ أن النبي ﷺ كان يغتسل بفضل ميمونة ﵂. أخرجه في بلوغ المرام وقال أخرجه مسلم.
ولأصحاب السنن؛ اغتسل بعض أزواج النبي ﷺ في جفنة فجاء يغتسل منها فقالت: إني كنت جنبًا. فقال: "إنَّ الْمَاءَ لَا يَجْنبُ" وصححه الترمذي وابن خزيمة. ا. هـ. بلوغ المرام. وأخرج الدارقطني عن ابن عباس قال: حدثتني ميمونة بنت الحارث أن النبي ﷺ توضأ بفضل غسلها من الجنابة.
(٦) دليله ما تقدما "إن الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ" قال ابن حجر في التلخيص: أخرجه أحمد =
1 / 20