197

Maṭmaʿ al-anfus wa-masraḥ al-taʾannus fī mulaḥ ahl al-Andalus

مطمع الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس

Investigator

محمد علي شوابكة

Publisher

دار عمار

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Publisher Location

مؤسسة الرسالة

وله غيه وقد طرزت غلالة خدّه، وركب من عارضه سنان على صَعدَة قدّه:
إذا كنتَ تَهْوَى خَدَّه وهو رَوضَةٌ ... به الورد غَضٌّ والأقاح مُفَلَّجُ
فَزِدْ كَلفًَا فيه وفَرْطَ صَبَابَةٍ ... فقد زِيدَ فيه من عِذَارٍ بَنَفْسَجُ
وخرج من بَلنسِية إلى منية الوزير الأجلّ أبي بكر بن عبد العزيز، وهي من أبدع منازل الدنيا وقد مدّت عليها أدواحها الأفيا، وأهدت إليها أزهارها العَرف والرّيا، والنهر قد غَصَّ بمائه، والروض قد خصَّ بِمثل أنجُم سَمائِه وكانت لبني عبد العزيز فيها أطراب، تهيّأ لهم فيها من الأيام آراب، فلبسوا فيها الأُنس حتى أبلوه،
ونشروا فيها السّرور وطووه، أيام كانوا بذلك الأفق طلوعًا، لم تضمَّ عليهم النوائب ضلوعًا، فقعد أبو عبد الله مع لُمَّة من الأدباء، تحت دوحة من أدواحها، فهّبت ريح أنس من أرواحها، سطت بأعصارها، وأسقطت لؤلؤها على باسم أزهارها، فقال:
ودوحةٍ قَدْ عَلَتْ سماءً ... تَطْلَعُ أزهَارُهَا نُجُومَا
هَفَا نسيمُ الصَّبا عليها ... فأرسلت فوقنا رُجُومَا
كَأنَّما الجَوُّ غَارَ لمَّا ... بَدَتْ فَأغْرَى بها النَّسِيمَا

1 / 347