Matlac Budur
مطلع البدور ومجمع البحور
Genres
كلما جاءهم من اليأس كأس ... فلهم من رجائهم أقداح وكان بينه وبين السيدين السبطين الكريمين الحسن والحسين ابني الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد - سلام الله عليه - غاية التحاب والتصادق والمفاكهات الأدبية، وكان بينه وبين الفاضل العارف عبد الحميد بن أحمد المعافا مراسلة تشتاقها أعناق الغيد أطواقا، وتنافس فيها الحور أنطاقا، ومولده - رحمه الله تعالى - في رمضان عام واحد وتسعين وتسعمائة، وتوفي وقت الظهر يوم الخميس رابع عشر شهر شعبان سنة خمس وستين وألف في مدينة حبور المحروس، وله أولاد نجباء قد أحرزوا قصب السبق في الفضائل بلا مدافعة، منهم مولانا السيد ضياء الدين(1) حواري أمير المؤمنين المتوكل على الله:
[إسماعيل بن إبراهيم جحاف]
إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى(2) المذكور، علامة محقق في الأصول والفروع والعربية والطب مع آداب وحافظة، يقل نظيره في ذلك، أطال الله للإسلام عمره، وقد تولى القضاء بالحضرة المتوكلية /71/ وله شعر جيد الصنعة، فمن ذلك قوله:
لقد آن أن تعصى النفوس الطوامح ... وتردع بالتقوى القلوب الجوامح
فقد أنذر الشيب الملم وصرحت ... زواجره والشيب لا شك ناصح
أعاتب نفسا لا أعاتب غيرها ... على اللهو حتى طوحتها الطوائح
وأزجر قلبي عن هواه بوعظه ... وهل ريض ياللناس بالسوط فارح(3)
إلى كم أرجي عزمة أنتهي بها ... إلى الخير والآمال غاد ورائح
ويمنعني من ذاك أمر كتمته ... ودهر عن الأحرار ناء وجانح
فوا أسفا أن لا حياة لذيذة ... ولا عمل يرضى به الله صالح
وله في هذا المعنى:
يا فارج الهم بتيسيره ... وكاشف الشدة والبأس
خذ بيدي يارب وانظر إلى ... ضعفي وإخباتي وإبلاسي
ولا تكلني يا إلهي إلى ... نفسي وتدبيري وإحساسي فالعجز والظلم معا شيمتي ... نتيجتا جهل وإلباس؟
Page 131