118

Matlac Anwar

مطلع الأنوار ونزهة البصائر والأبصار

Publisher

دار الغرب الإسلامي،بيروت - لبنان،دار الأمان للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Publisher Location

الرباط

حدائق بيض بالأزاهر وسطها ... جداول كالأسطار وسط المهارق
كأن على تلك الأباطح جردت ... صوارم لما خيف من كل طارق
صفت وصفا فيها الحصا فكأنها ال ... مجرة حفت بالنجوم الشوارق
وقد أودع الأرواح عند هبوبها ... عليها يدي داود، رب الخلائق
يصوغ دروعًا فوقها كلما جرت ... فيا لك من حسنٍ للحظك رائق
وغنت بها الأطيار وهي تجيبها ... فيا عجبًا من حسنٍ أخرس ناطق
أقمنا عليها بعض يوم كأنه ... لمبصره في العمر لمعة بارق
مع أبناء صدقٍ طاهرين كأنهم ... نجوم سماءٍ أشرقت بالمشارق
حسان الذي يبدو فريق جيوبهم ... أعفة ما قد ضم تحت المناطق
أقر بنو الدنيا جميعًا بأنهم ... شياه وكل الناس مثل البيادق
يديرون في وصف العلوم كؤوسهم ... وليس سوى الآداب خمرًا لذائق
رأت أنسنا شمس النهار فلم تزل ... تسارع نحو الغرب سير السوابق
وغارت بنا فاصفر للناس وجهها ... كما اصفر من خوف النوى وجه عاشق
عجبت لها قد أبصرتنا ولم تقف ... وقد وقف قدمًا لقتل العمالق
فهلا أقامت كي يدوم وصالنا ... ولو قدر ما ترتد مقلة وامق
فتبًا لدهر لا يدوم نعيمه ... لقد قطعت للأمن منه علائقي
تطول على الحر اللبيب صروفه ... كليل سليم أو عذاب منافق
وتقصر ساعات الوصال إذا أتت ... كخلب برقٍ أو كغفلة سارق
فيا لزمان بالورى متقلب ... خلائقه للخلق شر الخلائق
كأن بني الدنيا لوقع صروفها ... عصافير ترمى عن قسي البنادق
فما منهم من يستطيع تخصًا ... لإصماء سهم للمنية راشق
سواء عزيز القوم مثل ذليلهم ... لديه، ومن في السفح أو في الشواهق
فما عمرت عمرو بن هندٍ جنوده ... ولا أنعم النعمان قصر الشقائق
كأن جميعًا إذا سقاه حمامه ... بكأسٍ حقاقٍ خر من رأس حالق
أطلعت الهوى حتى خدعت ومن يطع ... هوى النفس يخدعه كخدع المآذق
فيا نفس كفي قد بلغت بي المدى ... أمالك بعد الشيب توبة صادق
ويا رب عفوًا إنني منك واثق ... فمن على عبدٍ بجودك واثق

1 / 189