Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genres
وأما ألقابه فالرضا والصابر والرضي والوفي وأشهرها الرضا.
وأما مناقبه وصفاته فمنها ما خصه الله (تعالى) به ويشهد له بعلو قدره وسمو شأنه، وهو أنه لما جعله الخليفة المأمون ولي عهده وأقامه خليفة من بعده وكان في حاشيته أناس كرهوا ذلك وخافوا خروج الخلافة عن بني العباس وعودها إلى بني فاطمة (على الجميع السلام)، فحصل عندهم من الرضا نفور وافر وكان عادة الرضا إذا جاء إلى دار الخليفة المأمون ليدخل عليه، يبادر من بالدهليز من الحاشية إلى السلام عليه ورفع الستر بين يديه ليدخل، فلما حصلت لهم النفرة عنه تواصوا فيما بينهم وقالوا: إذا جاء ليدخل على الخليفة أعرضوا عنه ولا ترفعوا الستر له، فاتفقوا على ذلك. فبينما هم قعود إذ جاء الرضا على عادته فلم يملكوا أنفسهم أن سلموا عليه ورفعوا الستر على عادتهم.
فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون كونهم ما وقفوا على ما اتفقوا عليه وقالوا: النوبة الآتية إذ جاء لا نرفعه له.
فلما كان في ذلك اليوم جاء فقاموا وسلموا عليه ووقفوا ولم يبتدروا إلى رفع الستر، فأرسل الله (تعالى) ريحا شديدة دخلت في الستر حتى رفعته أكثر ما كانوا يرفعونه فدخل فسكنت الريح، فعاد الستر إلى ما كان.
فلما خرج عادت الريح حتى دخلت في الستر فرفعته حتى خرج ثم سكنت فعاد الستر.
فلما ذهب أقبل بعضهم على بعض قالوا: هل رأيتم؟! قالوا: نعم فقال بعضهم لبعض: يا قوم هذا رجل له عند الله منزلة ولله به عناية، ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخرها له لترفع الستر له كما سخرها لسليمان؟ فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم، فعادوا إلى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم.
Page 296