Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genres
وتوهمت أنه يسأل الناس
ولم أدر أنه الحج الأكبر
ثم عاينته ونحن نزول
دون فيد على الكثيب الاحمر
يضع الرمل في الإناء ويشربه
فناديته وعقلي محير
اسقني شربة، فناولني منه
فعاينته سويقا وسكر
فسألت الحجيج من يك هذا
قيل هذا الإمام موسى بن جعفر
فهذه الكرامات العالية الأقدار، الخارقة العوائد، هي على التحقق جلية المناقب وزينة المزايا وغرر الصفات، ولا يؤتاها إلا من فاضت عليه العناية الربانية وأنوار التأييد ومرت له أخلاف التوفيق وأزلفته من مقام التقديس والتطهير وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم .
ولقد قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة ذكرها بعض صدور العراق أثبتت لموسى ((عليه السلام)) أشرف منقبة، وشهدت له بعلو مقامه عند الله (تعالى) وزلفى منزلته لديه وظهرت بها كرامته بعد وفاته. ولا شك أن ظهور الكرامة بعد الموت أكبر دلالة منها حال الحياة، وهي: أن من عظماء الخلفاء مجدهم الله (تعالى) من كان له نائب كبير الشأن في الدنيا من مماليكه الأعيان في ولاية عامة طالت فيها مدته وكان ذا سطوة وجبروت، فلما انتقل إلى الله (تعالى) اقتضت رعاية الخليفة له أن يقدم بدفنه في ضريح مجاور لضريح الإمام موسى بن جعفر ((عليه السلام)) بالمشهد المطهر، وكان بالمشهد المطهر نقيب معروف مشهود له بالصلاح كثير التردد والملازمة للضريح والخدمة له قائم بوظائفها، فذكر هذا النقيب أنه بعد دفن ذلك المتوفى في ذلك القبر بات في المشهد فرأى في منامه أن القبر قد انفتح والنار تشتعل فيه وقد انتشر منه دخان ورائحة قتار ذلك المدفون فيه إلى أن ملأت المشهد وأن الإمام موسى ((عليه السلام)) واقف فصاح لهذا النقيب باسمه وقال له: تقول للخليفة يا فلان- وسماه باسمه- لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم وقال كلاما خشنا، فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا وخوفا فلم يلبث
Page 292