254

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

منه كلاب السواد وخنازيرها، وهذا الحسين بن علي وأخوته ونساؤه وأهل بيته يموتون عطشا قد حلت بينهم وبين ماء الفرات أن يشربوه وتزعم أنك تعرف الله ورسوله؟.

فأطرق عمر بن سعد ثم قال: والله يا أخا همدان اني لأعلم حرمة أذاهم ولكن:

دعاني عبيد الله من دون قومه

الى خطة فيها خرجت لحيني

فو الله ما أدري وإني لواقف

على خطر لا ارتضيه ومين

أأترك ملك الري والري رغبة

أم ارجع مطلوبا بدم حسين

وفي قتله النار التي ليس دونها

حجاب وملك الري قرة عيني

يا أخا همدان ما أجد نفسي تجيبني إلى ترك الري لغيري. فرجع يزيد بن حصين فقال للحسين ((عليه السلام)): يا بن رسول الله إن عمر بن سعد قد رضي أن يقتلك بولاية الري.

فلما تيقن الحسين أن القوم مقاتلوه أمر أصحابه فاحتفروا حفير شبيهة بالخندق وجعلوها جهة واحدة يكون القتال منها، وركب عسكر ابن سعد واحدقوا بالحسين واقتتلوا، ولم يزل يقتل من أهل الحسين وأصحابه واحدا واحدا إلى أن قتل من أهله وأصحابه ما ينيف على خمسين رجلا، فعند ذلك ضرب الحسين بيده الخيمة وصاح: أما مغيث يغيثنا لوجه الله أما ذاب يذب عن حرم رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))؟.

وإذا بالحر بن يزيد الرياحي الذي تقدم ذكره قد أقبل على فرسه إليه، وقال: يا ابن رسول الله اني كنت أول من خرج عليك وأنا الآن في حزبك فمرني لأكون أول مقتول في نصرتك لعلي أنال شفاعة جدك غدا، ثم كر على عسكر عمر بن سعد فلم يزل يقاتلهم حتى قتل والتحم القتال حتى قتل أصحاب الحسين ((عليه السلام)) بأسرهم، وولد وأخوته وبنو عمه وبقي وحده وبارز بنفسه إلى أن اثخنته الجراحات

Page 264