195

Matalib Saul

مطالب السؤول في مناقب آل الرسول‏

خاتمة رائقة وحكمة فائقة:

سئل ((عليه السلام)) عن أحوال الإسلام والإيمان والكفر والنفاق فذكر ما يطرب سماعه ويعجب إبداعه، فقال:

أما الإسلام فسهلة شرائعه لمن رزقه وعرة أركانه على من حرمه لا يصطلمه محارب ولا يحاربه فائز، عز لمن تولاه علو لمن دخل فيه هاد لمن اقتفاه زينة لمن تحلى به، نور لمن انتحاه عصمة لمن تمسك به شرف لمن عرفه، حجة لمن خاصم به لب لمن تدبر، يقين لمن عقل بصيرة لمن عزم آية لمن توسم عبرة لمن اتعظ نجاة لمن صدق راحة لمن فوض، مودة لمن أصلح زلفى لمن ارتقب ثقة لمن توكل خير لمن سارع. الحق سبيله والهدى صفته والحسنى ثمرته، فهو ابلج المنهاج مشرق المنار، مضيء المصابيح جامع الحلية قديم العزة يسير المسلك واضح البيان، الأمن منهاجه والصالحات مناره والفقه مصابيحه والدنيا مضماره والموت غايته، والقيامة حلبته والجنة سبقته والنار نقمته والمحسنون فرسانه والله (تعالى) ولي ذلك كله.

فأما الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد فالصبر على أربع شعب: فمن اشتاق إلى الجنة صبر عن الشهوات، ومن أشفق من النار صبر على المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات.

واليقين على أربع شعب: بصيرة الفطنة وتأول الحكمة ومعرفة العبرة واتباع سنة الأولين، فمن أبصر الفطنة تأول الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة عرف السنة، ومن عرف السنة فكأنه كان في الأولين.

والعدل على أربع شعب: على الفهم والعلم والحلم والحكم، فمن فهم جمع العلم ومن علم عرف شرائع الحلم ومن عرف شرائع الحلم لم يضل في الحكم، ومن حكم عدلا لم يفرط في أمره وعاش حميدا.

Page 204