Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genres
هذا إلى فصاحة ألفاظه وبلاغة معانيه وكلامه المتين في الزهد والحث على الاعراض عن الدنيا ومبالغته في مواعظه الزاجرة وزواجره الواعظة وتذكيره القلوب الغافلة وإيقاظه الهمم الراقدة، مطلقا في إيراد أنواع ذلك لسانا لا يفل عضبه ولا يكل حده ولا يسأم سامعه جنا حكمه ولا ألفاظ بدائعه، ولا يمل عند إطالته وإسهابه لاستحلائه واستعذابه، بل يفتح لاصغائه إليه مقفل أبوابه ويرفع له مسبل حجابه [من] البحر الطويل:
صفات أمير المؤمنين من اقتفى
مدارجها اقنته ثوب ثوابه
صفات جلال ما اغتذى بلبانها
سواه ولا حلت بغير جنابه
تفوقها طفلا وكهلا فأينعت
معاني المعالي فهي مثل إهابه
مناقب من قامت به شهدت له
بإزلافه من ربه واقترابه
مناقب لطف الله أنزلها له
وشرف ذكراه لها في كتابه
الفصل التاسع: في كراماته:
اعلم أكرمك الله بالهداية إليه ان الكرامة عبارة عن حالة تصدر مدة التكليف خارقة للعادة لا يؤمر بإظهارها.
وبهذا القيد يذهب الفرق بينها وبين المعجزة، فإن المعجزة مأمور بإظهارها لكونها دليلا على صدق النبي في دعواه النبوة، فالمعجزة مختصة بالنبي لازمه له، إذ لا بد في النبوة من المعجزة، فلا نبي إلا وله معجزة.
والكرامة مختصة بالولي إكراما له، لكن ليست لازمة له إذ توجد الولاية من غير كرامة، فكم من ولي لم يصدر له شيء من الخوارق.
إذا عرفت هذه المقدمة، فقد كان علي ((عليه السلام)) من أولياء الله (تعالى)، وقد تقدم ذلك.
وكان له ((عليه السلام)) كرامات صدرت خارقة للعادة أكرمه الله
Page 173