Matalib Saul
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
Genres
والعباس (رض) وطلحة بن شيبة افتخروا فقال طلحة بن شيبة: أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه ولو أشاء بت فيه، وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال علي ((عليه السلام)): ما أدري ما تقولان لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله (تعالى) أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله إلى أن قال الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون إلى أجر عظيم .
فصدق الله بهذه الآيات عليا ((عليه السلام)) في دعواه، وحقق له اتصافه بالجهاد وزكاه ورفع مقامه بذلك وأعلاه.
وهذا تفصيل شيء من مواطن جهاده:
فمن ذلك ما نقله الثقات في شجاعته ومواقف قتاله في سبيل الله وجلاده.
فمنها ما كان مع رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ومنها ما لم يكن معه، فأما مقاماته في الغزوات مع رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)).
فمنها ما كان على رأس ثمانية عشر شهرا من قدومه المدينة وعمر علي ((عليه السلام)) إذ ذاك سبع وعشرون سنة: غزوة بدر التي أودت بالشرك فقصمت مطاه وفصمت عراه وأذاقت كل مشرك حضرها وبال أمره بما قدمت يداه، فسقتهم كأس الدمار وأذاقتهم لباس البوار ونقلت الملأ منهم من منقلب القليب إلى تقلبهم في عذاب النار. فيومها يوم خصه الله بابدار بدره فبشرت بالنصر تباشير فجره، ونشرت ألوية الظفر بقتل صناديد كفره وظهرت فيه من كل مؤمن علانية جهره وسريرة ستره، وأنزلت آيات القرآن الكريم بتنويه ذكره وعلت على الأيام العظام قدم قدره، ونزلت الملائكة المسومة لإمداد رسول الله (صلى الله عليه
Page 144