هكذا نرى أن التأمل في الدراما الملحمية الحديثة هو الذي يحدد الحدث، في حين أن التأمل في الدراما القديمة يرتبط بالحدث ويدخل في بناء المسرحية؛ ولذلك كان ارتفاع التأمل فوق الحدث أو تبعية هذا لذاك في المسرح الحديث ذا أثر بالغ على الشكل نفسه. لقد أصبح الحدث كله مجرد موقف أو حالة أو مثل يضربه المعلق أو الشخصية المتأملة بقصد التأثير أو التعليم؛ ولذلك نجد في كثير من الأحوال أن الحدث الذي يصور على خشبة المسرح يسبب نوعا آخر من الانفصال بين الفعل واللغة بحيث يمكن تصوير كلام الراوية في صورة حركات تمثيلية صامتة على خشبة المسرح.
ونكتفي بهذا القدر من الكلام عن العناصر الشكلية التي جدت على الدراما الملحمية الحديثة، على أمل أن يتضح ما غمض عند تناولنا لنموذج تطبيقي منها. ويحسن بنا أن نجمل النقاط السابقة في جدول نقابل فيه بين المسرح من وجهة النظر الأرسطية والمسرح غير الأرسطي:
المسرح الأرسطي
المسرح غير الأرسطي
البطل هو الشخصية الرئيسية
التأمل هو الشخصية الرئيسية
الحدث هو الأساس
التأمل هو الأساس
الحدث يحدد التأمل
التأمل يحدد الحدث
Unknown page