المسرح الملحمي
المسرح الملحمي
المسرح الملحمي
المسرح الملحمي
تأليف
عبد الغفار مكاوي
المسرح الملحمي
أليس في عنوان هذا الكتيب قدر من التعسف نحس فيه شيئا من التناقض؟ وإن نحن غيرنا فيه قليلا فجعلناه «الدراما الملحمية»، أفلا يثير في نفوسنا مع ذلك شيئا من الغرابة؟
الدراما - كما يعرف القارئ وكما يعلمنا الفعل اليوناني الذي اشتقت منه - هي الفعل. وهي فعل مباشر في الزمن الحاضر، تام في ذاته، ينمو بين بدايته ونهايته نموا عضويا على هيئة مناجاة (مونولوج) أو حوار (ديالوج)، لا عن طريق الكلمة التي تؤثر على الخيال، بل عن طريق حدث أو تيار من الأحداث يجري على خشبة مسرح، ويدعو المتفرج للغوص في لجته.
أما الملحمة فهي نوع آخر من أنواع التعبير الأدبي الرئيسة، يمتد امتدادا موغلا في المكان والزمان، ويصور صراع الآلهة والأبطال بلغة شاعرية فخمة. وسواء أكانت الملحمة شعبية أم فنية، فقد وجدت عند كل الشعوب، وكانت أقدم أشكال القصة وأشملها وأوفرها حظا من الجلال؛ فكيف يمكن الجمع بين هذين النوعين المستقلين؟ وكيف يمكن التوفيق بينهما على الرغم مما بينهما من اختلاف في البناء والأسلوب والحركة في المكان والزمان؟
Unknown page