336

Mashariq

مشارق أنوار العقول

Genres

[ 19] سورة الأنعام آية رقم 158 وقد جاءت هذه الآية محرفة في المطبوعة حيث قال: (إن كسبت) بدلا من (أو كسبت)

كل العصاة تقبل توبتهم بمشيئة الله

(فقاتل المؤمن عمدا تقبل =

توبته وهكذا المضلل)

(من بعد موت من أضل وإذا=

آلا ليبطلن حقا فكذا)

(وقيل أن لا توبة له وفي =

قول أبي نبهان أن ليس اصطفي)

(لكن على المضل أن يبلغ من=

أضله بما دعى ومن فتن)

(إن كان في مقدرو وإلا =

فهو حري بمتاب المولى)

(قوله فقاتل المؤمن الخ) هذا تفريع على قوله ولم يرد التائب الخ أي إذا كان التائب من الذنب لا ترد توبته حتى يغرغر أو تطلع الشمس من المغرب، فاعلم أن من أتى جرما صغيرا كان أو كبيرا داخل تحت هذا العموم فتوبته قاتل المؤمن عمدا وتوبة من أضل غيره بمعصيته وتوبة من حلف ليبطلن حقا أثبته الله مقبولة لدخول الثلاثة تحت ما مر وخص هؤلاء الثلاثة بالذكر ليبين اختلاف الفقهاء في قبول توبتهم فإنهم اختلفوا في قبولها منهم وفي قبول توبة الملحقة بزوجها ولدا من غيره وفي قبول توبة من قتل نبيا أو قتله نبي لحديث يروى في ذلك إجمالا ولأحاديث وردت في بعض ما ذكر تفصيلا فأما توبة من قتل نبيا أو قتله نبي فلم يرو فيها غير الحديث العام لجميع المذكورات، وقد استدل به القائلون بعدم التوبة لهؤلاء وكأنه صحيح عندهم وعلى تقدير صحته فنحمله على عدم التوفيق لأسباب التوبة غالبا لا على عدم قبولها إذا أتى بها كما وجب عليه شرعا وعبر عن عدم التوفيق بما ذكر للزجر والتنفير عن هذه الكبائر جمعا بينه وبين تلك الأدلة، أو نقول إنه إخبار عن عدم قبول توبة هؤلاء في أول الإسلام مثلا ثم نسخ بقبولها بعد بما ورد من الأدلة على قبول توبة كل تائب بل وبما ورد من الأحاديث على قبول توبة قاتل المؤمن عمدا ونحو ذلك وبالجملة فلم تثبت معنا صحة ذلك الحديث.

Page 347