332

Mashariq

مشارق أنوار العقول

Genres

( أحدهما): أن الإيمان عند الغرغرة وعند معينة عذاب الاستئصال لا ينفع وهو مجمع عليه لأنه إنما كان بإلجاء لا باختيار إلا قوم يونس فإنه إنما نفعهم إيمانهم عند معاينة عذاب الاستئصال كرامة لنبيهم وخصوصية لهم، وخالف هذا الإجماع ابن العربي([10]) وحكاه بعضهم عن الصوفية أيضا فزعموا أن إيمان الملجى نافع. وبالغ ابن العربي فزعم أن فرعون مؤمن شهيد حيث قال ما حاصله لما حال الغرق بين فرعون وبين أطماعه لجأ إلى الله تعالى وإلى ما أعطاه باطنه مما كان عليه من الذلة والافتقار فقال ((آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل))([11]) لرفع الإشكال كما قالت السحرة لما آمنت: آمنا برب العالمين رب موسى وهارون لرفع الارتياب وإزاحة الإشكال ثم قال وأنا من المسلمين فخاطبه بلسان العتب الآن أظهرت ما كنت قبل علمته وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين في اتباعك فاليوم ننجيك فبشره قبل قبض روحه لتكون لمن خلفك آية أي لتكون النجاة علامة له إذا قال ما قلته كانت له النجاة مثل ما كانت لك إذ العذاب ما يتعلق إلا بظاهرك وقد أريت الخلق نجاته من العذاب.

Page 343