306

Mashariq

مشارق أنوار العقول

Genres

( قوله ندم) بسكون الدال للوزن وهو غم يصيب الإنسان ويتمنى أن ما وقع منه لم يقع وإنما يعتد به إن كان على ما فاته من رعاية حق الله تعالى ووقوعه في الذنب حياء من الله وأسفا على عدم رعاية حقه فلو ندم لحظ دنيوي كعار أو ضياع مال أو تعب بدن أو يكون مقتوله ولده لم يعتبر كما ذكره بعضهم وذكر أبو نصر القشيري عن والده الإمام أبي القاسم: أن من شرط التوبة أن يذكر ما مضى من الزلة ويندم فلو أسلف ذنبا ونسيه فتوبته من ذنوبه على الجملة وعزمه على أن لا يعود على ذنب على ما يكون توبة مما نسيه وما دام ناسيا لا يكون مطالبا بالتوبة عما نسيه ا. ه.

المراد منه وقال القاضي أبو بكر([1]): إن لم يتذكر تفصيل الذنب فليقل إن كان لي ذنب لم أعلمه فإني تائب إلى الله تعالى ولعله إنما قال هذا فيما إذا علم لنفسه ذنوبا لكنه لا يتذكرها فأما إذا لم يعلم لنفسه ذنبا فالندم على ما لم يكن محال إن علم له ذنبا لكنه لم يتعين له في التذكر فيمكن أن يندم على ما ارتكب من المخالفة على الجملة ثم العزم على أن لا يعود إلى المخالفة أصلا ا. ه.

(قوله مع استغفار) أي مع طلب الغفران لذنبه سواء كان ذلك الطلب بالقول والقلب أو بالقلب فقط لقوله تعالى ((والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم))([2]) ولا يشترط فيه التلفظ به مطلقا لما سيأتي من أن توبة كل ذنب مثله سرا وإعلانا وقال بعضهم: إن كانت المعصية قوليه كالقذف والغيبة اشترط في التوبة الاستغفار لفظا وإن كانت غير قوليه لم يشترط وتجزى فيه التوبة بالسريرة.

Page 317