( ومنها): أن يدعوهم الإمام إلى الدخول في الإسلام فإن كانوا أهل قرى ومدائن دعي كبراؤهم وإن كانوا أهل بادية دعاهم واحدا واحدا وقيل يدعو المنظور إليه منهم فإن كانوا لا يعرفون لغته ترجم لهم وقيل يجزى بأمين واحد ولا بد من الدعوة إلى الجملة التي كان يدعو إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه بعث سرية فقال: يا علي لا تقاتل القوم([3]) حتى تدعوهم وتنذرهم وبذلك أمرت فإن أخذوا بغير دعوة ردوا إلى مأمنهم. لما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه جيء بأسارى من حي من أحياء العرب قالوا يا رسول الله ما دعانا أحد ولا بلغنا قال: الله..؟ فقالوا: الله، فقال: خلوا سبيلهم حتى تصل إليهم الدعوة فإن دعوتي تامة لا تنقطع إلى يوم القيامة فإن أبوا عن الدخول في الإسلام قاتلهم الإمام وحل غنيمة أموالهم وسبى ذراريهم أينما كانوا ومن أي صنف كانوا إلا قريشا فإنهم تغنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم لحرمة النبي عليه الصلاة والسلام أي لئلا تكون أنسابه صلى الله عليه وسلم خدما، والدليل على ذلك أنه كان عليه الصلاة والسلام لم يسب من ذراريهم شيئا أو أن قتاله لهم فعلينا الإقتداء به، وفي قول آخر إن جميع العرب لا تسبى ذراريهم لحرمة النبي عليه الصلاة والسلام لأنه منهم، ولا يخفى أن هذا القول مخالف لفعله صلى الله عليه وسلم فيهم فإنه سبى بني المصطلق وهم من العرب، وسبى هوازن وهم منهم أيضا.
Page 292