( وقالت) النجدية([4]): الكبائر كلها شرك وأما الصغائر فلا مستدلين على ذلك بأشياء (أحدها): قوله تعالى للمؤمنين لما جادلهم الكفار في تحليل الميتة ((وإن أطعتموهم إنكم لمشركون))([5]) (قلنا) معنى الآية وإن أطعتموهم في استحلال الميتة لا في أكلها ولا شك أن المستحل لما حرم الله مجاهرة مشرك.
(وثانيها): قوله تعالى ((وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه)) إلى قوله ((إنه كان لا يؤمن بالله العظيم))([6]) والفاسق لا يؤتى كتابه بيمينه وهو ظاهر بل بشماله إذ لا ثالث هناك فيكون كافرا أي مشركا.
(قلنا): إن قوله ((إنه كان لا يؤمن بالله العظيم))([7]) ليس عاما لكل من يؤتى كتابه بشماله لأن فساق أهل القبلة مصدقون بالله فلا يندرجون في قوله (إنه كان لا يؤمن)
(وثالثها): الفاسق ظالم لغيره أو لنفسه وكل ظالم كافر أي مشرك لقوله تعالى ((ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون))([8]).
(قلنا): يلزم مما ذكرتم تشريك الأنبياء حيث اعترفوا بظلمهم فإنه قال آدم وحواء ((ربنا ظلمنا أنفسنا))([9]) وقال موسى ((إني ظلمت نفسي))([10]) وقال يونس ((إني كنت من الظالمين))([11]) وحاله أن يقال ما ذكر بعد الظالمين صفة مخصصة فلا يلزم تشريك كل ظالم أ. ه.
(ورابعها): قوله تعالى ((وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون)) ([12]) فإنه يدل على أن كل فاسق مشرك (قلنا) ليس قوله وأما الذين فسقوا باقيا على عمومه الظاهر لأنه يقتضي أن كل فاسق مكذب بيوم القيامة وأنه باطل قطعا أ. ه.
Page 280