( قوله قد انتفى الإجبار عن رقابنا) أي لذلك التخيير والاكتساب قد ارتفع الجبر عنا، فالإجبار بكسر الهمزة مصدر أجبره بمعنى جبره وعبر بالرقاب وهي الأعناق عن النفس كلها مع محلها الذي هو الجسد تعبيرا بالبعض عن الكل، وفيه نوع لطافة وتنبيه على أن صورة الجبر عند الناس هو جعل حبل أو نحوه في رقبة المجبور فيجر قهرا إلى خلاف ما يريد وفي التعبير بالانتفاء حسن اختتام للباب والله الهادي إلى طريق الصواب.
---------------------------------------------------------------------- ----------
[1] سورة هود آية رقم 7وسورة الملك آية رقم 2.
[2] سورة الكهف آية رقم 29
[3] سورة الأنبياء آية رقم 23
الباب السادس (في الإيمان والإسلام وبه يتم الكلام....
الباب السادس (في الإيمان والإسلام وبه يتم الكلام على الركن الثاني إن شاء الله)
(إيماننا التصديق والإسلام=
إذعاننا لما دعا الأحكام)
(ولهما في الشرع معنى ملتزم=
تصديق قول عملا إذا لزم)
(ومن يكن مضيعا لواحد=
منها استحق هلكة المعاند)
(قوله إيماننا التصديق) الخ أعلم أن للإيمان والإسلام استعمالين أحدهما لغوي والآخر شفوي، وكل منهما حقيقية في موضعه، أما الإيمان والإسلام الشرعيان فسيأتي بيانهما وأما الإيمان اللغوي: فهو التصديق بالقلب قال تعالى ((قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا))([1]) أي لم تصدقوا، وأضاف الناظم الإيمان إلى ضمير المتكلم لأنه من العرب أي إيماننا معشر العرب، مع قطع النظر عن استعمال الشرع هو التصديق بالقلب.
Page 184