( واعترض) عليه بان إسناد الفعل إليه مجاز عقلي والمراد أنه فاعل سبب الضحك والبكاء لأنفسهما (والجواب) أن الأصل عدم المجاز ولا يصار إليه إلا بقرينة مانعة من إرادة الحقيقة وليس هنا قرينة فإذا جمعت بين الآيتين أعني قوله تعالى ((وأنه هو أضحك وأبكى))([12]) وقوله تعالى ((لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت))([13]) حصل لك طريق إثبات خلق الأفعال لله وكسبها للخلق (وعن) عكرمة([14]) عن ابن عباس رضي الله عنه سئل عن القدر فقال: الناس فيه على ثلاث منازل، من قال إن في الأمر المشيئة إلى العباد وإن الأعمال مفوضة إليهم ولا قدر فقد ضاد الله في أمره، ومن أضاف إلى الله شيئا مما ينزه عنه فقد افترى عظيما على الله عز وجل، ورجل قال: إن رحمت فبفضل الله فذلك الذي سلم له دينه ودنياه.
---------------------------------------------------------------------- ------
[1] هو عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي أبو الوليد صحابي من الموصوفين بالورع، شهد العقبة، وكان أحد النقباء وبدرا وسائر المشاهد ثم حضر فتح مصر، وهو أول من ولي القضاء بفلسطين ومات بالرملة عام 34 ه.
روى 181 حديثا اتفق البخاري ومسلم على ستة منها وكان من سادات الصحابة.
راجع حسن المحاضرة 1: 89 وتهذيب التهذيب 5: 111 والإصابة 4488 وتهذيب ابن عساكر 7: 206.
Page 160