( وجواب) آخر لأبي طاهر إن النار أبواب فالقصر إنما هو لباب منها فلا ينافي تعذيبهم في باب آخر وإذا ثبتت هذه الاحتمالات قطعنا أن المراد بالآية غير ظاهرها لثبوت القاطع بخلافه (وقوله تعالى) ((إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى))([18]) (وجوابه) ليس في الآية قصر العذاب على المكذب المتولي وإنما فيه إخبار عنه أنه معذب وخص بالذكر في الآية لاقتضاء المقام ذلك فإنه في خطاب فرعون لعنه الله فلو قال إن العذاب على من كذب أو فعل كبيرة مع التصديق لم يناسب المقام (وقوله تعالى) ((فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين))([19]) وصح استدلاله بها لأنه يخص اسم الكافر بالمشرك (وجوابه) لا نسلم تخصيصه به فإن الفاسق كافر كفر نعمة كما سيأتي بيانه إن شاء الله في محله. ولو سلمنا اختصاص اسم الكافر بالمشرك لقلنا إن جوابها كجواب التي قبلها.
(أما القائلون) بأن صاحب الكبيرة غير مخلد وإن عذب فإنهم يقولون هو في مشيئة الله إن شاء غفر له وعفا عنه بلا تعذيب وإن شاء شفع فيه من شاء وإن شاء عذبه في ناره بقدر عمله أو إلى ما شاء الله من المدة، ثم يقطعون بخروجه منها ويتأولون في ذلك آيات (منها) قوله تعالى ((لابثين فيها أحقابا))([20]) والأحقاب جمع حقب وهو ثمانون سنة وأكثر جمع القلة عشرة فتكون الثمانون عشر مرات.
(وجوابه) أن الآية في المشركين خاصة لقوله تعالى ((إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذابا))([21]) فيلزمكم عدم تخليد أهل الشرك وأنتم لا تقولون به والكتاب يرده فوجب حمل الأحقاب على عدم الغاية، أي مدة غير متناهية (ومنها) قوله ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره))([22]) (قالوا) فالآية دالة على أن من عمل خيرا رآه ومن عمل شرا رآه.
Page 132