Mashariq Anwar
مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)
Genres
الحروب ومفرج الكروب، الذي لم يفر من معركة قط، ولا ضرب بسيفه إلا قط، ولا لقي كتيبة إلا انهزمت ولم يقاتل تحت راية إلا غلبت، ولم يفلت من بأسه بطل ولا ضرب بحسامه شجاعا إلا قتل، ولم يرافق سرية إلا كان النصر معها، ولم يلق جحفلا إلا ولوا مدبرين وانقلبوا صاغرين، وكانت وثبته إلى عمرو أربعين ذراعا ورجوعه إلى خلف عشرين ذراعا، وضرب الكافر يوم أحد فقطعه وجواده نصفين ثم حمل على سبعة عشر كتيبة جمعها سبعون ألفا ففرقها، وبدد شملها ومزقها، حتى تحير الفريقان من بأسه وتعجبت الأملاك من حملاته، وهذه خواص إلهية وآيات ربانية، الليث الباسل والبطل الجلاجل، والهزبر المنازل والخطب النازل، والقسورة الذي ليس له منازل، ولايته فريضة واتباعه فضيلة، ومحبته إلى الله وسيلة، ومن أحبه في حياته وبعد وفاته كتب الله له من الأمن والإيمان ما طلعت عليه الشمس وغربت. وها أنا أقول:
هي الشمس أم نور الضريح يلوح
هو المسك أم طيب الوصي يفوح
وبحر ندى أم روضة حوت الهدى
وآدم أم سر المهيمن نوح
وداود هذا أم سليمان بعده
وهارون أم موسى العصا ومسيح
وأحمد هذا المصطفى أم وصيه
علي سماه هاشم وذبيح
سماه محيط المجد بدر دجنة
وصبح جلال في الأنام يلوح
حبيب حبيب الله بل سر سره
وعين الورى بل للخلائق روح
له النص في يوم الغدير ومدحه
من الله في الذكر المبين صريح
إمام إذا ما المرء جاء بحبه
فميزانه يوم المعاد رجيح
له شيعة مثل النجوم زواهر
إذا جاء ولت تلقى العدو طريح
عليك سلام الله يا راية الهدى
سلام سليم يغتدي ويروح (1)
Page 94