Masharic Ashwaq

Ibn Nahhas d. 814 AH
209

============================================================

الا فاوت الغزاة في نياتهم ومقاصدهم وحسن عملهم، فمنهم من تكون غزوته افضل من عشر حجج، ومنهم من تكون غزوته أفضل من آربعين، أو أقل او أكثر وقد يكون التفاوت باعتبار النظر إلى موقع الجهاد في وقته، والنظر في ارجيح المصلحة، وتأكدها في الغزو على المصلحة في الحج، والله أعلم.

22 - وذكر صاحب شفاء الصدور عن ضرار بن عمروقال: طالت إقامتي الابلد الجهاد فاشتقت إلى الحج، وأردت أن أجاور البيت، فتجهزت إلى الحج، ث م أتيت أودع إخواني، فأتيت إسحق بن أبي فروة لأودعه، فقال: وأين تريد يا ضرار!: قال: قلت: الحج، قال: وما نقص رأيك عن الجهاد؟ قلت: لا، إلا اه طالت إقامتي ببلد الجهاد، وقد أحببت الحج، وأردت أن أجاور ذلك البيت، قال: فقال لي: لا تنظر فيما تحب يا ضرار، ولكن انظر فيما يحب الله، الا ا اضرار بن عمرو! أما علمت أن رسول الله ة لم يحج ذلك البيت قط إلا حجة الاواحدة، ثم لم يزل مغيرا في الجهاد، حتى لحق بالله.

يا ضرار بن عمرو! آما إذا حججت فإنما لك آجر حجتك، وعمرتك، ااوانك إذا كنت مرابطا أو مجاهدا، أو من وراء عورات المسلمين، فحج ذلك البيت مائة ألف، ومائة ألف وما أنت قائل من العدد، لكان لك مثل أجر احجهم وعمرتهم، وكان لك من الأجر، بعدد كل مؤمن ومؤمنة، منذ اخلق الله آدم إلى يوم ينفخ في الصور لأن من نصر آخر المؤمنين كان له كأجر من اا صر أولهم واخرهم وكان له من الأجر بعدد كل مشرك ومشركة منذ خلق الله ادم إلى أن ينفخ في الصور، لأن من جاهد آخر المشركين كان كمن جاهد أولهم الاواخرهم وكان له من الأجر بعدد كل حرف آنزله الله في التوراة والإنجيل الوالزبور والفرقان، لأنك تجاهد عن روح الله أن لا يطفأ نوره.

ضرار بن عمرو! أما علمت آنه ليس من أحد أقرب إلى درجة النبوة الامن درجة العلماء والمجاهدين، قال: فقلت: كيف ذلك يرحمك الله؟ قال: لأن العلماء قاموا بما جاءت به الأنبياء من تثبيت(1) أمر الله في عباده وبلاده، ويدلون (1) في (ع): في تثبيت.

208

Page 209