============================================================
الواحد، فقد أدى في الوحدة(1) أكثر مما كان يلزمه في الجماعة، فإن الأغنياء الو اقتسموا فداء الأسارى، ما أدى كل واحد منهم إلا أقل من درهم، ويغزو بنفسه إن قدر، وإلا جهز غازيا(2).
فصل علم أيها الراغب عما افترض عليه من الجهاد، الناكب عن سنن التوفيق ال السداد، إنك قد تعرضت للطرد والابعاد، وحرمت - والله - الاسعاد بنيل المراد، ليت شعري هل سبب إحجامك عن القتال، واقتحامك معارك الأبطال، الا خلك في سبيل الله بالنفس والمال، إلا طول أمل، أو خوف هجوم أجل، اوفراق محبوب من أهل ومال، أو ولد وخدم وعيال، أو أخ لك شقيق، ~~اوقريب عليك شفيق، آو ولي كريم، آو صديق حيم، أو ازدياد من صالح الأعمال، أو حب زوجة ذات حسن وجمال، أو جاه منيع، آو منصب رفيع، اوقصر مشيد، أو ظل مديد، أو ملبس بهي، أو مأكل هني؟!! ليس غير هذا الا عدك عن الجهاد، ولا سواه يبعدك عن رب العباد، وتالله ما هذا منك أيها الأخ بجميل، ألا تسمع قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم اان فروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}(3).
اصغ لما أملي عليك من الحجج القاطعة، واستمع ما ألقي عليك من االابراهين الساطعة، لتعلم آنه ما يقعدك عن الجهاد سوى الحرمان، وليس الل اخرك سبب إلا النفس والشيطان، أما سكونك إلى طول الأمل، وخوف هجوم الأجل، والاحتراز من الموت الذي لا بد من نزوله، والإشفاق من الطريق الذي الا بد من سلوك سبيله، فوالله إن الإقدام لا ينقص عمر المقدمين، كما لا يزيد (1) عند القرطبي: في الواحد.
2) الجامع لأحكام القرآن: 152/8.
(3) سورة التوبة: آية 38.
113
Page 114