165

Mashahir

مشاهير علماء نجد وغيرهم

Publisher

طبع على نفقة المؤلف بإشراف دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩٢ هـ / ١٩٧٢ م

Publisher Location

الرياض

الصليب ومن مصنفاته أيضا اختصار نظم ابن عبد القوي لمقنع ومنتقى عقد الفرائد وكنز الفوائد يوجد مخطوطة منه بالمكتبة السعودية بالرياض أخذ عنه العلم وانتفع به كثير من العلماء لم يسعدني الحظ بالوقوف على أسمائهم وفي زمنه جرى على الديار النجدية والدولة السعودية ما جرى من التقتيل والتخريب فدمرت الدرعية عاصمة الملك آل سعود في ذلك الحين وتشتت علماؤها وقادة الدعوة الإسلامية الذين كانوا بها أخرجهم إبراهيم١ بن محمد علي باشا من أوطانهم ونفاهم إلي مصر وفر المترجم له الشيخ عبد العزيز بن معمر من الدرعية إلي البحرين وكان لا يزال شابا في العقد الثالث من عمره فأقام بها ولم تنقطع صلته بآل الشيخ الذين نقلوا إلي مصر فكان يكاتب الشيخ عبد الرحمن بن حسن بأشعار يتوجع فيها على ما حل بنجد من الدمار والخراب وكانت الدولة الإفرنجية قد مدت إصبعها في بلاد العرب وفكرت في أن تبسط نفوذها على هاتيك الربوع ومنها بلاد البحرين فإنها كانت مثار خلاف بني الإنكليز والفرنسيين والدولة العثمانية وأرسلت كل واحدة من هذه الدول مندوبا من قبلها فكان مندوب الإنكليز رجلا قسيسا اختارته إنكلترا ليكون أبلغ إلي مقصودها بدهائه وعظيم مكره وليعمل على التبشير وبث الدعاية المسيحية فينشر في تلك البلاد الشبهات والشكوك النصرانية ليفتن الناس عن دينهم إن استطاع وتلك سياسة أوروبا في كل الشرق الإسلامي أعظم ما تهتم له تشكيك الناس في دينهم مصداقا لقوله تعالي: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لو يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ . فحمل ذلك القسيس الإنكليزي كتابا أورد فيه شبهات نصرانية يزعم فيها تصحيح الملة المسيحية ودفعه إلي أمير البحرين وشيخها عبد الله بن خليفة وقد شحن القسيس كتابه بشكوك وشبهات كثيرة لظنه أنها ستروج على أهل

١ ولد هذا الطاغية إبراهيم باشا بقوله: عام ١٢٠٣وتوفي بمصر عام ١٢٦٥قبل وفاة والده بأشهر.

1 / 172