نهر الأولى:
سمي بهذا الاسم من يوم صارت صيدا قاعدة الشطر الجنوبي من لبنان أو المدينة الأولى، وكان العرب يسمونه نهر فردوس بسبب ما حول مجراه في صيدا من الحدائق والبساتين، أصله من الباروك، وهو يسقي سهول صيدا وبساتينها المشهورة، وطوله 45 كيلومترا.
نهر الليطاني:
واسمه أيضا نهر القاسمية، عند مصبه يخرج من نبع العليق وتنضم إليه عدة جداول، مثل البرذوني وغيره، وهو يخترق سهل البقاع من أطرافه الشرقية ويمر في بلاد مرجعيون والشقيف، ويصب على مقربة من صور.
نهر البرذوني:
وقد تقدم ذكره - وهو يسقي بساتين زحلة، وطوله 24 كيلومترا.
السكك:
لم يكن في لبنان قبل عهد نظامه الحالي سكك منظمة، فكل ما فيه منها الآن حديث، بدأ بعضه داود باشا وتم البعض في أيام المتصرفين السابقين، ولا سيما أيام نعوم باشا ومظفر باشا، حتى إن طول سكك العربات في الجبل الآن يزيد عن 750 كيلومترا. وأشهر هذه السكك ما بين بيروت والمصايف الكبيرة - التي سنأتي على ذكرها - مثل سكة عالية وبحمدون وصوفر إلى زحلة، وسكة بيت مري وبرمانا، وهي تنتهي في ظهور الشوير، وسكة دير القمر وهي تمتد إلى ما وراء جزين، وغيرها كثير من السكك تمر بها العربات وسط حرجات بهية من الصنوبر، ومزارع وكروم وتلف من وراء الجبال وتخترق الأودية والسهول. فالسفر داخل لبنان نزهة جميلة بعد أن أصلحت هذه الدروب وصارت أحسن من دروب كثيرة في مدن الشام، وقد أدى إصلاح هذه الطرق وتنظيمها إلى تحسين حالة الأراضي وارتفاع أثمانها في كثير من القرى، ولعل ذلك هو الذي دفع أهل الجبل إلى تحسين حالة منازلهم، فإنه يندر فيه الآن ما كان قديما من المنازل، بل إن معظم بيوته جديد جميل الخارج، بني بالحجر الصلد، وسقف بالقرميد أو الآجر الأحمر، وهو شيء كان نادرا من نحو عشرين سنة، هذا غير أن الفنادق والحانات والحوانيت كثرت في القرى التي تخترقها هذه الطرق، والمواصلات سهلت، فكثر عدد الذين يقضون أشهر الصيف في لبنان من أهل المدن السورية والمصرية، وتبارى الأهالي في بناء المنازل الحسنة، ولا سيما الذين نزحوا إلى أميركا والمستعمرات الإنكليزية، وعادوا إلى وطنهم بعد أن قضوا في الغربة أعواما وجمعوا أموالا وفيرة، فإن كل راجع من هاتيك الأقطار ينفق معظم ثروته في إصلاح منزله أو بناء منزل جديد، حتى عمر لبنان وتقدم في ظاهره وأبنيته تقدما كبيرا، وكان الفضل في كل هذه الهمة لتحسين الدروب.
الحاصلات:
يقال على الجملة إن الحاصلات قليلة؛ لما أن البلاد صخرية وقد ضاقت بسكانها في بعض الجوانب وتعذرت الزراعة، فجعل الأهالي يقطعون الصخور في بعض المواضع ويزرعون مكانها أو يغرسون، حتى إنهم حاولوا غرس الصنوبر فوق الصخور في عدة مواضع. وفي الجبل مواسم للغلال والحبوب، أهمها القمح والحمص والشعير والعدس، ولكن الموسم الأكبر هو موسم الحرير، يشتغل به كل الأهالي تقريبا بعض أشهر السنة، وقل أن يخلو منه بيت، فهم يكثرون من أغراس التوت؛ لأن دود القز يغتذي بورقها، فإذا انتهوا من تربية الدود ونمت الشرانق باعوها لسماسرة وتجار يدورون في القرى ويجمعونها من البيوت فيستفيد منها كل الناس، ولا يقل موسم الشرانق في السنة عن ثلاثمائة ألف أقة، ولعله يزيد عن هذا المقدار. ويلي التوت عندهم في الأهمية شجر الزيتون؛ ففي نواحي لبنان أكثر من 31181 دنما زرعت زيتونا، أو نحو 779 فدانا من الأرض يستغل الناس غلته، ويصنعون منه الزيت، والزيتون المحفوظ على أنواعه والوقود من بذوره. ومعظم القرى كانت تعول على الزيت في إنارة منازلها إلى عهد قريب، ولكن البترول حل محله الآن في كثير من الجهات، وفي لبنان غابات زيتون كثيرة ، أشهرها وأكبرها صحراء الشويفات، وهي أكبر غابات الزيتون في كل بلاد سورية، والشويفات قرية في قضاء الشوف عند سواحل بيروت، وفي قرية المختارة من قضاء الشوف أيضا غابة أخرى للزيتون مساحتها 16 كيلومترا مربعا، وفي المعصرة من قضاء الكورة غابة مساحتها نحو 7 كيلومترات مربعة، ويقال إن جملة موسم الزيتون في لبنان كله نحو 14 مليون أقة، وجملة الزيت الذي يستخرج منه نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون أقة.
Unknown page