قالوا ولما وصل الرأس إلى السفاح وهو بالكوفة سجد شكرا لله!
هوامش
مصرع مروان ومصرع الدولة الأموية
الأسباب التي أدت إلى ذلك
انتزعت الدولة الأموية الخلافة انتزاعا بفضل دهاء معاوية وانتفاعه باستغلال الظروف، ولم يكد يستقر أمرها حتى قامت أمامها عقبات شتى، ونازعها الملك ثوار قادرون، فلم يكد يخلو عهد واحد من عهودها من فتن وقلاقل.
كان يناوئها الشيعة ودعاة بني العباس والخوارج وأتباع عبد الله بن الزبير والمختار وغيرهم. فلم يكن لخلفائها بد من اليقظة التامة والحذر الدائم، وبهاتين الخلتين استطاع الأقوياء منهم أن يخمدوا نيرانا مستعرة، ما كانوا ليقدروا على إخمادها لولا ما امتازوا به من حكمة وسياسة وما عرفوا به من الانصراف لشئون الملك، وافتنانهم في التنكيل بأعدائهم.
وكان من الطبيعي أن يتربص الموتور بواتره الدوائر، ويتحين الفرص للتنكيل به، ولئن أخفق العلويون والعباسيون في مسعاهم أيام صولة الدولة فقتل من أئمتهم أعلام، ألهب فقدهم قلوبهم حقدا على بني أمية، فما نسوا الثأر لحظة واحدة.
1
وظلوا مثابرين على ذلك حتى أمكنتهم الفرص من عدوهم. (1) تفرق كلمة الأمويين
ذكرنا في موضوع الوليد الثاني، أنه كان إيذانا بمصرع الدولة الأموية الوشيك، ينتقم الوليد من ولدي عمه ومن أنصار هشام له، ويؤلب يزيد الناس على الوليد ملهبا في نفوسهم الحماسة الدينية، رافعا أمامهم علم الثورة حتى إذا تم الأمر ليزيد الناقص
Unknown page