181

Masaric Cushshaq

مصارع العشاق

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

فقلت " كيف وجدت الموت؟ قال: هونه الله علي لما علم من ضعفي وطول حزني. قلت: هل رأيت جهنم؟ قال: وهل الصراط إلا عليها، والورود إلا إليها؟ نعم قد رأيتها ووردتها، فما آلمني حزها، ولا أفزعني زفيرها. قلت: فكيف كان ممرك على الصراط؟ قال: كما يجري الفرس الجواد على الأرض البسيطة التي ليس فيها حجر يخاف أن يعثر به. قلت: هل رأيت منكدرًا الشعراني؟ قال: رأيته وسلمت عليه، وما أقرب درجته من درجة أبي عبد الل الديلمي. قلت: وبم أعطي ذلك؟ قال: بغضه لطرفه وحفظه لفرجه. قلت: فهل رايت مغلسًا الصوفي؟ قال: نعم، رايته على فرس من ياقوت أحمر، يطير به في الجنة. فقلت له: اين تريد؟ فقال: أريد أن أستقبل أرواح قوم قتلوا في البحر. قلت: وكيف أعطي ذلك؟ قال: بفضل رحمة الله. قلت: قد علمت أنه إنما نال ذلك بفضل الله تعالى وبرحمته. قال: بكثرة البكاء وملازمة الدعاء وطول الظّماء وصبره على البلاء.

1 / 192