وثمة كتب عن الفلك في القرن الرابع وقد نظمها تنظيما علميا أريهاتا في باتاليبوترا في 476م . وقد ذهب إلى أن الأرض تدور حول محورها وفسر أسباب كسوف الشمس وخسوف القمر. وفي كتاب اللغة السنسكريتية أن علماء الفلك الهنود يفوقون زملاءهم اليونانيين.
أما الحفر فكان كبيرا بدائيا. من ذلك المعابد الهندوسية، في بعضها تمثال بوذا وزخارف اللوتس مع نقش داخلها «تاريخ الفن الهندي الأندونسياتي تأليف أ. ك. كومارا، سوامر ص71 و72».
وكانت مباني أديرة جامعة نالندا في جنوبي بيهار في 470 تتألف من ست طبقات وارتفاع المعبد أكثر من 300 قدم مع الأبراج والمنارات المزخرفة. ولم يكن أرجونا وزير هارشا ومغتصب عرشه كفؤا؛ فقد قتل حرس السفارة الصينية؛ مما كان من أثره أن السفير الصيني وانج هيوين تسي قد هرب ثم عاد ومعه قوة من نيباليزي والتبتيين يعاونهم ملك أسام «كومارا» صديق الإمبراطور هارشا وملتزمه، وقد أخذ أرجونا أسيرا إلى الصين، وأصبحت إمبراطورية هارشا منقسمة وفوضى، يتتابع عليها الملوك والمماليك، وبقيت الديانات البرهمية والبوذية والجينية والمعابد، واحتفظ ملوك الدكن بالحفر والفن والأدب، وعرف الشطرنج في الهند منذ 700م.
ملوك الدكن
وقد تعددت ملوك الدكن منذ 550 إلى 750م فقد جلس على عرشها الشاليكاليون، الذين يبدو أنهم كانوا الهون الذين كانوا يقيمون في جوجيرات وأصبحوا راجبوتيين أهمهم بوليكيسين الثاني الذي وسع مملكة فاتابي على حساب جاره وكان أقوى حاكم في جنوب ناربادا، ووسعه أن يهزم جيوش هارشا وأن يجلي باللافا ملك كانشي من المملكة التي بين نهري الكبستنا والجودافاري. على أن بوليكيسين الثاني قد هزم أخيرا ومات في 642 فانتهى حكم الشاكيليين مؤقتا حول منتصف القرن الثامن، حين جاء الراشترا كيون من مملكة المهاراشترا وخلعوا عرش كيرتيفارمانا الثاني ومن ثم تولى الراشترا كوتيون زعامة الدكن أكثر من قرنين. على أن الشالوكاسيين عادوا إلى الملك ثانية في 973. فقد خلع تايلابا الثاني مؤسس الأسرة الشالوكية الثانية، الراشتراكوتيين ولبث خلفاؤه يحكمون كالياني أكثر من مائتي سنة. وفي أثناء هذا الانقلاب ظهرت مملكة الشولاس في جنوبي كيستنا سائدة في جنوبي الدكن وغربه، وقد بدأ الملك شولاي الراجبوت الأعظم حروب الحدود مع جيرانه وغزا مملكة شالوكا حول 1000م. وضم جزءا من ولاية ميسور، كذلك انتصر في الجنوب ووصل ملكه إلى سيلان وكالنجا. على أن الملك فيكرا ماديتيا شالوكا استرد ميسور من الشولاس.
وقد استطاع الهويسلاس في دفاراقا بتسيورا والبادافاس في دالجير قبل منتصف القرن الثاني عشر سحق الشالوكيين.
أما المملكة التي كانت تقوم بين نهري الناربادا والجومنا، فقد حكمها ملوك الشاندل في جيجوتي حول ثلاثة قرون. وبين 950 و1050 أقاموا المعابد الهندوسية والجينية في عاصمة جاجوراهو، وبعد الغزو الإسلامي أصبح ملوك الشاندل ملتزمي أراضي الغزاة المسلمين، وفي شمالي كالوج حكم الراجبوات ميهيراپاريجا خمسين سنة ومات في 890 وخلفه ملوك من أبنائه إلى الغزو الإسلامي، وبعد أن عمت الفوضى المملكة التي كانت فيما يعرف اليوم باسم البنغال، انتخب السكان حول 750م ملكا اتخذ لنفسه اسما بوذيا وهو «جويالا» وقد خلفه ابنه دهارمابالا وسعه أن يحكم كثيرا من شمالي الهند وكان كفؤا وجنديا قديرا. وقد لبثت هذه المملكة تواجه صنوفا من المصائر إلى أن جاء الغزو الإسلامي إلى الهند قبل منتصف القرن الثالث عشر.
ومن أجل هذا كان من آثار الغزو الأجنبي المتتابع من مختلف الشعوب، أن صار السكان شمالي الهند خليطا من الأصول على حين أن سكان الجنوب قد احتفظوا بالسلالات القديمة.
هذا وتمثل أفخاذ الراجبوت طبقة الكاشتريا في المجتمع الهندوآري الذي تبادل مع البراهمة أواصر المصاهرة، ولهذا جرت التقاليد على أن يزعم الراجبوتيون أنهم أبناء الشمس والنار المقدسة، وهم ذوو عصبية وفخار سريعو الغضب والقتال بعضهم مع بعض مما جعل من المستحيل عليهم إقامة إمبراطورية، وهم يبدون نحو زوجاتهم احتراما ليس مألوفا في آسيا، كذلك يبدون نحو أعدائهم شهامة لا نظير لها في التاريخ. على أن بعض الراجبوتيين لا يرجعون إلى الأصل الآري بل إن منهم من ينتمي إلى الطبقة العالية في أسر الغزاة المتأخرين كالجوجاراس والهون البيض الذين كانوا طوال القامة وأعلى طبقة من زملائهم الهون الذين حاولوا غزو أوربا. وكان الأجانب سرعان ما يندمجون في السكان الأصليين فصار الأجانب من الكشتاريين كما في راجبوتانا وكوجيرات، إذ إن من پاريهار الجوجاريين تسلسل الملوك الذين استولوا على كانوج حول 840، ناقلين عاصمتهم من بهيلمال إلى هارشا المدينة الإمبراطورية، في حين أن أبناء الراجبوت جلسوا على عرش مالوا وبونديلخاند.
الفصل العاشر
Unknown page