ولما كان الرأس تفري إيديا ليست - العائش في عالم الخيال والأحلام - فقد ساعد على انضمام بلاده إلى جامعة الأمم.
وزار عام 1924 روما وباريس ولندن، زيارات رسمية للاتصال بالعالم الخارجي.
ثم خلف الإمبراطورة ... زوديتو . واعتلى العرش عام 1930، واتخذ لنفسه منذ ذلك الوقت اسم «هيلا سيلاسي».
والإمبراطور تفري مطلع على السياسة الغربية، واقف على سير المخترعات الحديثة، شغوف بها إلى حد بعيد.
وإن الإنسان لتأخذه الدهشة إذ يرى التباين العظيم بين رجل يقبل على شراء سيارات رولزوريس في الوقت الذي يستعمل رجاله القوس والرمح، وبين أمة تنضم إلى جامعة الأمم في الوقت الذي تسمح فيه بفظائع الرق!
ومع هذا فقد بذل الإمبراطور تفري جهودا جبارة لتحسين حالة بلاده، فهو وإن لم يكن قد أدى الخدمات التي أداها الإمبراطور منليك بعده إلا أنه يعمل بجد وهمة.
وإنه من الإنصاف أن نذكر أن شعبه يعيقه عن الأخذ بأسباب الحضارة الأوروبية؛ ذلك لأن من طبيعة الحبشي أن يفكر سنوات قبل أن يعمل عملا يتطلب أسابيع، فهذا التأجيل هو السر في انحطاط الحبشة إلى هذا الحد، ولكن من الإنصاف أيضا أن نذكر أنه في الوقت الذي يبدأ فيه الحبشي في العمل يفعل في أسابيع ما يفعله سواه في سنين، وقد ثبتت هذه الحقيقة مؤخرا وشهدت بها السلطات الحربية العليا في أوروبا.
كان منليك أول من أدخل التلغرافات إلى الحبشة منذ 40 سنة.
ثم جاء هيلا سيلاسي من بعده، فأدخل التلفون والسيارة من نوع رولزرويس دفعة واحدة، وعلى هذا فإن الأجنبي لا يستطيع أن يتحدث عن الحبشة أو يكتب عن الحبشة دون أن يذكر هذه السيارات الفخمة.
وأدخل هيلا سيلاسي أيضا الكهرباء، والطيارات، ومدافع الحصار، والدبابات، والمدافع الرشاشة. ونظم الجيش وجاء بالضباط الاختصاصيين في تنظيم الجيوش من البلجيك والسويد بحجة أنهم من رعايا الدول «المحايدة» التي يثق بها.
Unknown page