Masail Wa Ajwiba

Ibn Qutaybah d. 276 AH
136

Masail Wa Ajwiba

المسائل والأجوبة لابن قتيبة

Investigator

مروان العطية - محسن خرابة

Publisher

دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

Genres

٣٨ - سَأَلْتَ عَنْ قَوْلِ القائِلِ: لَقِيْتُ زيدًا. مَا المَفْهُومُ عَنْهُ؟ وهَلْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَايَنَهُ، أَو كَلَّمَهُ، أَو كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ؟ وَعَنْ قَوْلِ اللهِ: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾ (١) بِالبَعْث، أَو بِرُؤْيَتِهِ؟ . وعَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ (٢) أَرادَ بِهِ البَعْثَ فَإنْ كَانَ أَرادَ ذَلِكَ فالكافِرُونَ أَيْضًا مَبْعُوثُونَ أَمْ أَرادَ النَّظَرَ إِلَيْهِ - جَلَّ وَعَزَّ -؟ . الْجَوَابُ: قَدْ يَقَعُ اللِّقَاءُ، فَيَكُونُ مَعَهُ العِيَانُ، وَرُبَّما لَمْ يَكُنْ وَيَكُونُ مَعَهُ الْكَلْامُ. ورُبَّما لَمْ يَكُنْ، وَيَكُونُ مَعَهُ الحِجَابُ مِثْلُ السِّتْرِ والثَّوْبِ الرَّقِيْقِ الَّذي لا يَقْطَع عَنِ الْكَلامِ والتَّدَانِي، ورُبَّما لم يَكُنْ لأَنَّ مَعْنَى اللِّقاءِ في اللُّغَةِ تَدَانِي الشُّخُوص، واجْتِمَاعُها بَعْدَ الافْتِرَاق، وَيَقُولُ اللهُ ﷿: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾ (٣)، ﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا﴾ (٤) ثُمَّ قَالَ: ﴿فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ (٥) يُريدُ ماءَ السَّماء، ومَاءَ الأَرْضِ. والعَرَبُ تَقُولُ: الْتَقَى الثَّرَيَانِ (٦) يُريدونَ

(١) الآية ٣١ من سورة الأنعام. (٢) الآية ٢٩ من سورة هود. (٣) الآية ١١ من سورة القمر. (٤) الآية ١٢ من سورة القمر. (٥) الآية ١٢ من سورة القمر. (٦) التقى الثريان: وذلك أن يجيء المطر فيرسخ في الأرض حتى يلتقي هو، وندى الأرض.

1 / 138