Masail Wa Ajwiba
المسائل والأجوبة لابن قتيبة
Investigator
مروان العطية - محسن خرابة
Publisher
دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
Genres
٣٨ - سَأَلْتَ عَنْ قَوْلِ القائِلِ: لَقِيْتُ زيدًا. مَا المَفْهُومُ عَنْهُ؟ وهَلْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ عَايَنَهُ، أَو كَلَّمَهُ، أَو كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ؟ وَعَنْ قَوْلِ اللهِ: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾ (١) بِالبَعْث، أَو بِرُؤْيَتِهِ؟ .
وعَنْ قَوْلِهِ: ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ (٢) أَرادَ بِهِ البَعْثَ فَإنْ كَانَ أَرادَ ذَلِكَ فالكافِرُونَ أَيْضًا مَبْعُوثُونَ أَمْ أَرادَ النَّظَرَ إِلَيْهِ - جَلَّ وَعَزَّ -؟ .
الْجَوَابُ: قَدْ يَقَعُ اللِّقَاءُ، فَيَكُونُ مَعَهُ العِيَانُ، وَرُبَّما لَمْ يَكُنْ وَيَكُونُ مَعَهُ الْكَلْامُ. ورُبَّما لَمْ يَكُنْ، وَيَكُونُ مَعَهُ الحِجَابُ مِثْلُ السِّتْرِ والثَّوْبِ الرَّقِيْقِ الَّذي لا يَقْطَع عَنِ الْكَلامِ والتَّدَانِي، ورُبَّما لم يَكُنْ لأَنَّ مَعْنَى اللِّقاءِ في اللُّغَةِ تَدَانِي الشُّخُوص، واجْتِمَاعُها بَعْدَ الافْتِرَاق، وَيَقُولُ اللهُ ﷿: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ﴾ (٣)، ﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا﴾ (٤) ثُمَّ قَالَ: ﴿فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ﴾ (٥) يُريدُ ماءَ السَّماء، ومَاءَ الأَرْضِ. والعَرَبُ تَقُولُ: الْتَقَى الثَّرَيَانِ (٦) يُريدونَ
(١) الآية ٣١ من سورة الأنعام. (٢) الآية ٢٩ من سورة هود. (٣) الآية ١١ من سورة القمر. (٤) الآية ١٢ من سورة القمر. (٥) الآية ١٢ من سورة القمر. (٦) التقى الثريان: وذلك أن يجيء المطر فيرسخ في الأرض حتى يلتقي هو، وندى الأرض.
1 / 138