لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا﴾ ١ الآية، وقال: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ ٢ الآيتين، وقال: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ﴾ ٣ الآيتين، وقال: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ ٤ إلى آخرها.
ومن هنا ضل من ضل من المشركين وأشباههم من المتفلسفة، حيث جعلوا لله ما نسبوه إليه نسب الولادة، أو جعلوه كالشريك، ولهذا كانوا يتخذون هؤلاء شفعاء، فإنهم يعبدونهم ليقربوهم إلى الله زلفى، ويتخذونهم وسيطا ووسائل كما يتخذون ذلك عند المخلوقين؛ فهذا أصل مادة هؤلاء الجهلة الضلال ونحوهم. والقرآن قد حسم هذه المادة، وجرد التوحيد، وبين أنه لا نسبة بين المخلوق والخالق إلا نسبة العبودية المحضة كما قال: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ ٥، وقال: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ﴾ ٦ الآية، وقال: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ﴾ ٧ الآية.
(١٠٣) المشركون من الصابئة ونحوهم لما عبدوا الكواكب والملائكة
وجعلوها وسائط بين الله وبين خلقه، جادلوا الحنفاء الذين يتبعون الرسل، ولا يعبدون إلا الله، فقالوا: نحن نتخذ الروحانيين وسائط، وأنتم تتخذون البشر؛ فأخذ يعارضهم طائفة كالشهرستاني في الملل والنحل وغيره، ويذكرون
١ سورة الإسراء آية: ١١١.
٢ سورة الفرقان آية: ١.
٣ سورة الأنعام آية: ١٠٠.
٤ سورةالإخلاص آية: ١-٢.
٥ سورة الأنبياء آية: ٢٦.
٦ سورة النساء آية: ١٧٢.
٧ سورة مريم آية: ٩٠.