وعلى قول أبي الحسن والبغداذيين مثل:
................... ... وليس كل النوى تُلقي المساكينُ
ولو استعملت "ليس" و"لا يكون" في الاستثناء، وذلك قولك "أتأني القومُ لا يكون زيدًا" و"أتاني إخوتُك ليس عمرًا"، ووجه الاستثناء أنه لما قال "أتاني القوم" ظن المخاطب أن "زيدًا" فيهم، فاستثنى "زيدًا" بقوله "ليس زيدًا" و"لا يكون زيدًا"، لصار التقدير: لا يكون بعضهم زيدًا، وليس بعضهم عمرًا، إلا أن المضمر هنا لم يستعمل إظهاره، كما أن المضمر في ﴿ولات حين مناصٍ﴾، وخبر "لولا"، والفعل المضمر في نحو "رأسك والسيف"، لم يستعمل إظهار شيء من ذلك.
وزعم الخليل أنهما قد استعملا وصفين، وذلك قولهم "أتتني امرأة ليست فلانة" و"أتتني امرأة لا تكون فلانة"، فدل إلحاقهم علامة التأنيث على إجرائهم إياه صفة؛ لأن استعمالها في الاستثناء لا يكون الفعل فيه إلا على التذكير؛ لتقدير فاعله "البعض"، والبعض مذكر.