191

Masail Halabiyyat

المسائل الحلبيات

Investigator

د. حسن هنداوي، الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم

Publisher

دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع،دمشق - دار المنارة للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م.

Publisher Location

بيروت

Genres

قوم نوحٍ) حيث كانت الجماعة المرادة بمنزلة المثبتة في اللفظ. فكما أنه في هذا الموضع بمنزلة المثبت، كذلك يكون في مسألتنا بمنزلة المثبت. وإذا كان كذلك كان هو العامل في الحال. ومن ذلك قوله (والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة). قياس قوله أن يكون "جميعًا" مثل "أرخص ما يكون" في قولك "البُر أرخص ما يكون قفيزان"، وتجعل الأرض القبضة على الاتساع، كما تقول "عتابك السيف"، ولا تجعله على حذف المضاف وإن كان المعنى عليه؛ لأن ما يتعلق بالمضاف إليه لا يتقدم على المضاف؛ ألا ترى أنه لم يجز "القتال زيدًا حين تأتي"، والأرض مجتمعة متذللة، فـ"جميعًا" متعلق بمعنى الفعل في "القبضة"، كما كان "أول ما تكون" متعلقًا بما في "الفُتية". فإن قلت: فلم لا يستقيم أن أقدرها على غير الاتساع، نحو "عتابُك السيف"، ولكن على حذف المضاف، كأنه "والأرض جميعًا ذات قبضته"، وأحمل الحال على المعنى؛ لأن معنى "ذات قبضته": "متذللة" أو "منقادة" أو نحو ذلك، كما حملت الظرف في قوله ﴿يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين﴾ على المعنى في ﴿لا بشرى يومئذٍ﴾؟ قيل: إن هذا الذي ذكرته لا يمتنع في الظرف والحال، إذ قد جاء في المفعول نحو ما أنشدناه عليُّ بن سليمان:

1 / 195