9

Masail Ajaba Canha

مسائل أجاب عنها الحافظ ابن حجر العسقلاني

Investigator

أبو عبد الرحمن عبد المجيد جمعة الجزائري

Publisher

دار الإمام أحمد للنشر والتوزيع والصوتيات

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

القاهرة - مصر

Genres

Fatwas
منه تعالى؟ قال السائل: فهل ورد في الأخبار شيء من هذين اللفظين؟ وإذا لم يرد فهل يجوز إطلاق مثل هذا؟ فأجاب: الحمد لله، اللهمّ اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك. هذا الحديث لا استحضره، ومعناه دائر على الألسنة، [و] (١) على تقدير وجوده فلا إشكال فيه، بل الرواية بلفظ: "عدل الله" أظهر في المعنى من الرواية (٢) بلفظ: "عبد الله". وأمّا قول القائل: كيف يجوز وصفه بالظلم، وينسب إلى أنّه عدل [من الله تعالى] (٣)؟ فجوابه: أنّ المراد بالعدل هنا ما يقابل الفضل، فالعدل أن يعامل كلّ أحد بفعله: إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرّ، والفضل أن يعفو فضلًا (٤) عن المسيء، وهذا على طريق أهل السنّة، بخلاف المعتزلة، فإنّهم يوجبون عقوبة المسيء، ويدّعون أنّ ذلك هو العدل، ومن ثَمَّ سمّوا أنفسهم أهل العدل والعدلية. وإلى ما صار (٥) عليه أهل السنة يشير قوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الأنبياء: ١١٢]، أي: لا تمهل الظالم، ولا تتجاوز عنه، بل عجّل عقوبته، لكنّ الله تعالى

(١) زيادة من "الجواهر والدرر" (٢/ ٩٢٨) و"المقاصد الحسنة" (ص ٢٨٦). (٢) في الأصل: رواية، والتصحيح من الجواهر والمقاصد. (٣) زيادة من الجواهر والمقاصد. (٤) كذا في الأصل، وفي الجواهر والمقاصد: مثلا. (٥) كذا في "الجواهر" و"المقاصد"، وفي الأصل: صاروا، وهو على لغة: "أكلوني البراغيث".

1 / 12