Masaʾil al-Qasim al-Rassi
مسائل القاسم الرسي
Genres
أيستغفر لهم؟
قال : من كان والده أو ولده فسقة أو فجرة ، لم يحل له أن يستغفر لهم ، لأن الاستغفار طلب وشفاعة ، وقد قال الله سبحانه في الملائكة الذين اصطفاهم : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) [الأنبياء : 28] ، وقال سبحانه في إبراهيم صلوات الله عليه : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) (114) [التوبة : 114].
وقال سبحانه : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) (113) [التوبة : 113] ، فكذلك الاستغفار لا يحل لمن وعده الله بالعذاب الأليم ، لأن في ذلك طلبا لإخلاف الوعد والوعيد ، ولا يجوز طلب ذلك من الله الولي الحميد المجيد ، الذي لا يخلف وعده ، ولا يظلم أبدا عبده ، ولا تستوي منزلة الأبرار والفجار عنده ، كما قال سبحانه : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) (28) [ص : 28] ، وقال سبحانه : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين (35) ما لكم كيف تحكمون ) (36) [القلم : 35 36] ، يريد سبحانه : ما لكم لا تفقهون ولا تعلمون.
216 وسألته : عن رجل مات وعليه صلوات كثيرة فاتته ، أيقضيها عنه ولده من بعده؟
قال : الصلاة يرحمك الله لا يقضيها ولد عن والد ، ولا أحد من الناس كلهم عن أحد ، لأن الصلاة لا تكون أبدا إلا من مصليها ، ومن قصد إلى الله بها وخشع فيها ، وليست كالحج لأن الحج له بلغة ومعونة ، وفي الحج نفقة للحاج وكلفة ومئونة.
217 وسألته : عن رجل له قرابات فسقة لا يصلون ولا يصلحون ، أيقطعهم أم يصلهم ، فإن قطعهم أيكون قاطعا لرحمه أم لا؟
قال : ليس لأحد من المؤمنين أن يواد أحدا من الفاسقين ، كان أبا أو ابنا أو أخا أو قرابة ، لقول الله سبحانه : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو
Page 627