Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Genres
[بيعته وخروجه (ع)]
[197] أخبرنا عبد الله بن محمد التيمي بإسناده عن الحارث بن عمرو النخعي قال: كان من أمر زيد بن علي عليه السلام أن خالد بن عبد الله القسري كان ادعى عليه مالا وعلى داود بن علي بن عبد الله بن العباس، وعلى سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وذلك حين عزل هشام خالدا عن العراق وولى يوسف بن عمر بن أبي عقيل الثقفي، وأمره باستخراج الأموال منه، وأن يبسط عليه العذاب، فكتب يوسف بن عمر في ذلك إلى هشام بن عبد الملك وزيد يومئذ بالرصافة، فدعاه هشام فذكر له ذلك وأمره أن يأتي يوسف، فقال له زيد: ما كان يوسف صانعا بي فاصنعه، فأبى هشام، فقال ليوسف: إن أقام خالد بن عبد الله على زيد بينة فخذه به، وإلا فاستحلف زيدا ما استودعه شيئا ثم خل سبيله.
فقدم زيد على يوسف، فأرعد له وأبرق، فقال زيد: دعني من إرعادك وإبراقك، فلست من الذين في يدك تعذبهم، اجمع بيني وبين خصمي واحملني على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لا بسنتك وسنة هشام.
فاستحيا يوسف وتصاغرت إليه نفسه، وعلم أنه لا يحتمل الضيم، فدعا خالدا ، فجمع بينهما فابرأه خالد، فخلى سبيل زيد، وقال لخالد: يابن اليهودية أفعلى أمير المؤمنين كنت تفتعل.
[198] أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمداني بإسناده عن أبي معمر سعيد بن خثيم، عن زيد بن علي عليه السلام قال: لما لم يكن ليوسف علينا حجة نخس بي إلى الحجاز، وكان هشام كتب إلى يوسف بذلك، وقال: إني أتخوفه، وكنت أحب المقام بالكوفة للقاء الإخوان، وكثرة شيعتنا فيها، وكان يوسف يبعث إلي يستحثني على الخروج، فأتعلل وأقول: إني وجع فيمكث ثم يسأل عني، فيقال: هو مقيم بالكوفة.
Page 350