Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Genres
[زيارة ووداع الحسين لقبر جده المصطفى]
فاسترجع الحسين عليه السلام وقال: ويلك يا مروان، مثلك يأمرني بطاعته، وأنت اللعين ابن اللعين على لسان رسول الله فراده مروان فخرج مغضبا، حتى دخل على أخيه محمد بن الحنفية وودعه وبكيا حتى اخضلت لحاهما، وتهيأ ابن الحنفية للخروج معه فجزاه خيرا، وأمره بالتخلف ينتظر ما يرد عليه من أمره، فلما كان بعض الليل أتى قبر رسول الله فودعه وصلى ماشاء الله وغلبته عيناه، فرأى كأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في محتوشين به فاحتضنه وقبل بين عينه وقال: يا بني العجل العجل، تأتي يابني إلى جدك وأبيك وأمك وأخيك.
فانتبه عليه السلام وأخبر أهل بيته، فمارأى أكثر باكيا وباكية فيهم من ليلتئذ.
ثم ودعهم وخرج بمن خرج معه من ولده وإخوته وبني أخيه وبني عمه نحو مكة، فقدمها وأقام بها خمسة أشهر أو أربعة، وورد عليه نحو ثمان مائة كتاب من أهل العراقين ببيعة أربعة وعشرين الفا له؛ فبعث مسلم بن عقيل رحمة الله عليه، وكان شجاعا قويا، فإنه كان يأخذ الرجل فيرمي به فوق البيت، فخرج مسلم حتى أتى المدينة فاكترى أعرابيين دليلين فأخذا به في البرية، فمات أحدهما عطشا؛ وكتب إلى الحسين يستأذنه في الرجوع فأجابه: أن امضي ما أمرتك به.
Page 328