Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Genres
[عهد معاوية لابنه يزيد بالإمارة]
قال: ومعاوية يتململ في الفراش ويتفكر فيما عقد عليه للحسن والحسين (عليهما السلام) إذ كان عند مهادنته الحسن عقد أن يكون الأمر من بعده للحسن ثم للحسين من بعد الحسن، فلما كان اليوم الخامس دخل عليه أهل الشام، فرأوه ثقيلا فبادروا إلى الضحاك بن قيس وكان صاحب شرطة معاوية ومسلم بن عقبة، فقالوا: ما تنتظران، ذهب والله الرجل فبادراه وليوص إلى يزيد فإنه أرضانا، ولا نأمن أن يخرج هذا الأمر إلى آل أبي تراب، فدخلا عليه وقد أفاق وهو يقول: أصبحت ثقيل الوزر عظيم الجرم.
فقالا: إن الناس قد اضطربوا وأنت حي، فكيف إن حدث بك حدث، وقدرضوا بيزيد.
فقال معاوية: لم يزل هذا رأيي وهل يستقيم لهم غير يزيد، إني إنما طلبتها لتبقى في ولدي إلى يوم القيامة، ولا تنالها ذرية أبي تراب.
قال: وأدخل عليه الناس فقال: يا أهل الشام كيف رضاكم عن أمير المؤمنين؟
فقالوا:خير الرضى كنت فكنت، وشتموا علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام وقرظوا يزيد ومدحوه، فقال لهم: قوموا فبايعوه، فأول من بايعه الضحاك بن قيس ثم مسلم بن عقبة، ثم الناس.
قال: وخرج يزيد من فوره وتعمم بعمامة معاوية، وتختم بخاتمه، وعليه قميص عثمان الملطخ بالدم في عنقه، وهكذا كان يفعل معاوية عند إغراء أهل الشام بعلي وأهل بيته عليهم السلام ، فحمد الله وأثنى عليه وخطب وبايعه بقية الناس، فلما كان من الغد دخل الناس على معاوية، ويزيد بين يديه، فأخرج كتابا من تحت وسادته نسخه:
Page 325