Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Genres
[مقتل محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رحمهما الله تعالى]
[167] [أخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف عن رجاله] قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام ولى مصر حين منصرفه من الجمل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، وكان عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وهو الذي أنزل الله فيه: ?ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله?[الأنعام:91]، من قبل عثمان، وكان منافقا، أمر رسول الله بقتله يوم فتح مكة لأنه ارتد عن الإسلام، فلما سمع بقدوم قيس هرب إلى الشام، وخرج قيس في عشرين من بني عمه ومواليه، وكان من دهاة أهل زمانه وأحسنهم مداراة للولي والعدو، فلما قدم مصر أرضى الجميع وألف بينهم، وكاتبه معاوية يستميله، فأجابه: لست ممن أبيع الدين بالدنيا وأتبعك، ولو جعلت لي سلطانك كله فإنك منافق جلف جاف، وكان محمد بن أبي بكر (رحمة الله عليه) أخا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لأمه أسماء بنت عميس، وكان لعبد الله في تولية محمد رأي، فسأل أمير المؤمنين توليته مصر فولاه، وصرف قيس بن سعد، فخرج إليها وكان بها حتى خرج عليه معاوية بن حديخ، وذلك لقدوم عمرو بن العاص من الشام في خيل، فقاتله محمد فجرح وأسر، وجعله معاوية بن حديج في جلد حمار وأحرقه، فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فاشتد حزنه ومصيبته به، ثم دعا مالك بن الحارث الأشتر وأمره بالتجهيز إلى مصر وولاه إياها، فبلغ أوائل مصر ونزل، وقد كان معاوية دس إليه من بني أمية من يسقيه سما في عسل، وكان مالك (رحمه الله) مولعا بالعسل، فتناوله فكانت منه منيته، فقال معاوية: إن لله جنودا من عسل.
Page 301