200

Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Genres

History

[اجتماع الحكمين]

ثم إن عليا عليه السلام بعث شريح بن هانئ في أربعمائة، وعبد الله بن عباس يصلي بهم ومعهم أبو موسى، وجاء عمرو بن العاص في أربعمائة إلى دومة الجندل، فنزل عمرو بأصحابه وابن عباس وشريح وأبو موسى مقابلهم، وابن عباس يعظ أبا موسى ويقول:إنما هو عمرو فلا تغترن بقوله، فتدافعا قريبا من شهرين بجتمعون بين يومين وثلاثة، وكان رأي أبي موسى في ابن عمر، فقال عمرو: يا أبا موسى كنا مع رسو ل الله وأبي بكر وعمر نجاهد ونقاتل المشركين واليوم كما ترى، وبكى، ثم نال من معاوية، وذكر أنه لا يرضى بشيء من فعله، فقال أبو موسى: وأنا كذلك لا أرضى بعلي وذمه، وجعل ابن عباس يستقرئه ما يجري بينهما، ويكتمه أبو موسى، ثم إن أبا موسى أتى عمرا يستخبره ما يريد، فقال: إن شئت أحيينا سنة عمر.

قال: إن كنت تريد أن تبايع ابنه فما يمنعك من ابني؟

قال: إنه رجل صدق، ولكنك غمسته في الفتنة.

قال: صدقت، ثم أقبلا إلى الناس وهم مجتمعون، فقال له: اصعد وتكلم، وقد كان ابن عباس قال له: قدم عمرا قبلك ثم تكلم بعده، فإنه رجل غدار، فصعد أبو موسى المنبر بين العكسرين، فقال: اشهدوا أني قد خلعت عليا، ونزع خاتمه من يده وقال: كما ترون خلعت هذا الخاتم ثم نزل، ثم صعد عمرو فحمد الله وأثنى عليه، وقال: قد سمعتم خلعه صاحبه وقد خلعته أنا - وبيده خاتم - وقال: وأثبت صاحبي كما أثبت هذا الخاتم في إصبعي هذه، وأدخله إصبعه.

فقال أبو موسى: لا وفقك الله غدرت وخنت، مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، فقال عمرو: ومثلك مثل الحمار يحمل أسفارا.

والتمس أصحاب علي عليه السلام أبا موسى فركب ناقته ولحق بمكة ، فكان ابن عباس يقول: قبح الله أبا موسى قد حذرته فما عقل، وكان أبو موسى يقول: حذرني ابن عباس غدرة الفاسق.

Page 298