Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Genres
فقام خطيب الأنصار، ثم قال: نحن الأنصار، وكتيبة الإسلام وأنتم يا معشر قريش رهط منا، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا، فلما أردت الكلام قال أبو بكر: على رسلك، فحمد الله أبو بكر ثم قال: لن تعرف العرب هذا الأمرإلا لهذا الحي من قريش، وإني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، وأخذ بيدي ويد أبي عبيدة بن الجراح.
فلما قضى أبو بكر مقالته قام رجل من الأنصار فقال: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، وإلا أحلنا الحرب فيما بيننا وبينكم جذعة.
قال معمر عن قتادة: فقال: إنه لايصلح سيفان في غمد واحد، ولكن منا الأمراء ومنكم الوزراء.
قال الزهري في حديثه: فارتفعت الأصوات بيننا وكثر اللغط، فقلت: يا أبا بكر ابسط يدك أبايعك، فبسط يده فبايعته، قال: وثرنا على سعد، حتى قال قائل: قتلتم سعدا، قال قلت: قتل الله سعدا، ثم قال: فلا يغررن امرءا أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، فقد كانت كذلك غير أن الله تعالى وقى شرها، ثم قال: فمن بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فإنه لا يبايع له إلا هو ولا الذي بايعه يغره أن يقتل.
قال الزهري: أخبرني عروة بن الزبير أن الذي قال: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب حباب بن المنذر.
Page 262