Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

Abu al-ʿAbbas al-Hasani d. 353 AH
137

Kitab al-Masabih min ahbar al-mustafa wa-al-murtada

كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى

Genres

History

فقال: ((أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله طرف منه بيد الله وطرف بأيديكم، وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لا تضلوا ولا تذلوا أبدا، فإن اللطيف الخبير أنبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وإني سألت الله ذلك فأعطانيه، ألا فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتضلوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم بالكتاب، أيها الناس، احفظوا قولي تنتفعوا به بعدي، وافهموا عني حتى تنتعشوا لئلا ترجعوا بعدي كفارا، يضرب بعضكم رقاب بعض، فإن أنتم فعلتم ذلك - وستفعلون - لتجدن من يضرب وجوهكم بالسيف))، ثم التفت عن يمينه، ثم قال: ((ألا وعلي بن أبي طالب ألا وإني قد تركته فيكم ألا هل بلغت؟)).

فقال الناس: نعم يا رسول الله صلوات الله عليك.

فقال: ((اللهم اشهد))، ثم قال: ((ألا وإنه سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عني، فأقول: يارب أصحابي أصحابي فيقول: يا محمد، إنهم أحدثوا بعدك وغيروا سنتك، فأقول سحقا سحقا))، ثم قام ودخل منزله فلبث أياما يجد الوجع، والناس يأتونه ويخرج إلى الصلاة، فلما كان آخر ذلك ثقل، فأتاه بلال ليؤذنه بالصلاة وهو ملق ثوبه على وجهه قد تغطى به، فقال: الصلاة يارسول الله، فكشف الثوب وقال: ((قد أبلغت يابلال فمن شاء فليصل))، فخرج بلال، ثم رجع الثانية والثالثة وهو يقول: الصلاة يارسول الله.

Page 235