Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
[مقدمة الإمام الهادي عليه السلام لتفسيره]
قال الإمام الهادي الحق يحي بن الحسين عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا تراه عيون الناظرين، ولا يقع عليه فكر المتفكرين، ولا يستدل عليه أحد من المستدلين إلا بما دل به على نفسه، وأوقفهم عليه سبحانه من صفته من أنه الفعال لما يريد من الأشياء، وأنه المقتدر الفعال لما يشاء، فدل على نفسه بما أظهر من فطرته وبين البراهين بذلك على ربوبيته، فليس له حد ينال ولا مثل يضرب به له الأمثال، دائم أحد حي فرد صمد عزيز قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم.
ونشهد أن لا إله إلا هو، وأنه فطر السماء فبناها، وسطح الأرض فدحاها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، والجبال أرساها، متاعا لخلقه، ورحمة لعباده، وأنه على كل شيء قدير.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار الصادقين الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، أرسله بالحق داعيا إلى الحق، وشاهدا على الخلق، فبلغ الرسائل الزاهرة، وأبان الحجج الباهرة، وسطع بالحق معلنا، وجاهد المشركين معلما، وأصلح الله في بلاده، ونصح جاهدا لعباده، صابرا مصطبرا جاهدا محتسبا حتى قبضه الله إليه وقد رضي عمله وتقبل سعيه وشكر فعله صلى الله عليه وعلى آله.
Page 322