302

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

أم غاب ربك فاعترتك خصاصة .... فلعل ربك أن يؤوب مؤيدا ومعنى قوله: ((فأخذه الله نكال الآخرة والأولى (25))) فالأخذ هو العذاب من الله عز وجل، عذب عدوه عذاب الآخرة والدنيا.

((إن في ذلك لعبرة لمن يخشى (26))) هي الموعظة والتذكرة قال الشاعر:

في آل برمك عبرة وعجائب .... ومواعظ للعاقل المتزهد

ومعنى قوله عز وجل: ((أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها (27) رفع سمكها فسواها (28))) أي رفع محلها وموضعها، والسمك: هو المحل المرتفع العالي قال الشاعر:

إن الذي سمك السماء بنى لنا .... بيتا دعائمه أعز وأطول

معنى سمك السماء : أي رفعها ، وقال آخر :

وما إن بيتهم إن عد بيت .... وطال السمك وارتفع البناء

ومعنى ((فسواها)) أي عدل صورتها وهيأها.

ومعنى ((وأغطش ليلها وأخرج ضحاها (29))) فالإغطاش: هو الظلام .

ومن غير تفسيره عليه السلام

قوله تعالى: ((وأخرج ضحاها)) وضحاها شمسها ((والأرض بعد ذلك)) بعد خلق السماء ((دحاها)) سطحها وأصلحها للسكون فلا يناقض قوله: ((ثم استوى إلى السماء)) [فصلت:11] عقيب قوله: ((أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين)) [فصلت:10] أي غير مدحوة قبل أن يخلق السماء، ثم دحاها بعد أن أخلق السماء.

((أخرج منها ماءها ومرعاها(31))) ما ترعاه البهائم من الشجر والعشب.

Page 317