296

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

قلت: وفي هذه الآية الكريمة يقول الهادي إلى الحق عليه السلام: معنى ((شققنا الأرض شقا)) يريد شققناها عن النبات الذي يخرج منها الحب والفواكه وغيرها، وفلقناها فلقا، والأب: فهو الحشيش والعشب الذي تأكله الأنعام وينبت في الأودية والآكام ((متاعا لكم ولأنعامكم(32))) إلى انقضاء آجالها وآجالكم فرزقناكم فواكهها وحبا، ورزقنا أنعامكم عظاها وأبا، فكل ما خرج فقد سماه لأهله، ومن يملكه رزقا فهو لمن أجاز الله له أكله وأحل له أخذه وأمره عليه بشكره فقال: ((كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )) [البقره:60] وقال: ((يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)) [البقره:172] وقال: ((فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون)) [النحل:114] فرزق ذو المن والسلطان والجبروت والبرهان كل عبد ما أحل له وأمره بأخذه، فأما ما نهاه عن أكله وعذبه في قبضه فليس ذلك لعمرهم من رزقه، وكيف يحوز رزقا وقوتا به يعيشون وفيه يتقلبون، وينهاهم عن أخذ ما أعطاهم واليه ساقهم وهداهم فهذا والحمد لله ما لايغبى على من وهبه الله علما وفهما وتمييزا ولبا، والحمد لله رب العالمين. انتهى.

Page 311