290

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

((فالمدبرات أمرا(5))) والسحائب أيضا فهن: المدبرات بما جعل الله من الغيث فيهن للشجر والأثمار والنبات، وفيما ذكرنا من هذا أعجب عجيب لكل ذي حكمه ونظر مصيب.

إلى هنا انتهى الموجود من تفسيره عليه السلام، وقد سقط من عبس والنازعات شيء [منع] عن استمرار ذلك في التفسير عن أبي عبد الله عليه السلام، فجمعنا ما أدركنا من كلامه في ذلك فإن وجد ذلك يوما ما فهذا موضعه والله المستعان، ولما لم نجد ما سقط في هاتين السورتين من تفسير أبي عبد الله عليه السلام أحببت أن أنقل في تفسيرهما مارواه هو عليه السلام عن أبيه العالم القاسم بن إبراهيم عليهما السلام فنقول وبالله التوفيق.

تفسير (عبس) للقاسم بن إبراهيم عليهما السلام

قال أبو عبد الله عليه السلام: سألت أبي القاسم بن إبراهيم عليهما السلام عن معنى قوله تعالى:

((عبس وتولى (1) أن جاءه الأعمى (2))) فقال عليه السلام: هذا تأديب من الله تبارك وتعالى لرسوله أن لا يعبس في وجه الأعمى الذي يأتيه يطلب منه الإسترشاد والهدى، والأعمى هاهنا عمى القلب، وقيل في ذلك: إن الأعمى أعمى البصر قالوا: هو ابن أم مكتوم أتى النبي يطلب منه الهدى فأعرض عنه، وليس ذلك كذلك.

ومعنى ((عبس)) هو عبس وتولى بكليته ((أن جاءه الأعمى)) في معنى: حين ((وما يدريك لعله يزكى (3))) هو تعريف من الله أنه يعلم الغيب وأن الرسول لا يعلمه، ومعنى ((يزكى)) هو يتزكى.

((أو يذكر فتنفعه الذكرى (4))) معنى ((أو يذكر)) يعرف فتنفعه المعرفة.

Page 305