253

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

ثم أخبر بمن يصير إلي التذكر الذي هو الذكر فأخبر أنه من خشي من خلقه واتقى، وأن الذي يتجنب الذكرى هو من خلقه الأشقى، فأخبر أن الأشقى الذي لا يصير إلي الذكرى هو الذي يصلى النار الكبرى، والنار الكبرى نار جهنم التي لا يشبهها نار من النيران في العظم، والتي هي أبدا تلهب وتضطرم نسأل الله بعفوه ورحمته أن يعيذنا وإياكم عنها، وأن يسلمنا بمنه وفضله ويسلمكم منها قال الله سبحانه وهو يذكر من يصلى النار الكبرى: ((ثم لا يموتفيها ولا يحيى (13))) وكذلك من كان في تلك النار من الكفرة فليس بميت ولاحي، لأنه من حريقها نعوذ بالله منها وعذابها في أخزى الخزي ((لا يقضى عليهم فيموتوا)) [فاطر:36] فينقطع عنه ما هو فيه، بل العذاب في النار والخزي والهوان دائم عليه فليست حياته فيها بحياة إذ لم يكن له فيها إلا العذاب الذي أخزاه، يقول الله سبحانه: ((قد أفلح من تزكى (14) وذكر اسم ربه فصلى(15))) وهذا من القول والخبر صدق مفهوم المعنى.

Page 267