Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
ثم قال سبحانه: ((والذي قدر فهدى (3) والذي أخرج المرعى (4) فجعله غثاء أحوى (5))) فالله سبحانه الذي قدر الأشياء كلها على أحسن المقادير، وهدى إلى كل رشد في دين أو دنيا وصواب، ودل على كل بركة وخير [و]هو [الذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى]، والمرعى: فهو الرعي الذي ترتعيه بهيمة الأنعام التي جعلها الله منافع لبني آدم يقول الله ذو الجلال والإكرام: ((أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون (71) وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون (72) ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون(73))) [يس:71_73].
وقال سبحانه وهو يذكر نعمته على البشر بما جعل في الأرض من المعائش لهم وإحسانه تعالى إليهم، وبما كفاهم من أرزاق ما أعطاهم من بهيمة الأنعام وخولهم فقال: ((وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين)) [الحجر:20] وما ذكر سبحانه من شبه الرعي إذا خرج وبدا بما هو له شبيه من خفيف الغثاء، والغثاء: القذا الصغار الخفاف الذي على السيل إذا جرى، والأحوى: فهو الأصفر من أطرافه، وكذلك الرعي فهو يخرج إذا بدا بنبت أصفر من جوانب ورقه، والعرب تدعو الشاة إذا كان خداها أصفرين: حوى، وهم على هذا في اللسان مجتمعون غير مختلفين.
Page 265